انتقدت منظمة هيومان رايتس ووتش الدولية رفض الولايات المتحدة الأمريكية تقديم تفسير واضح للغارة المميتة التي استهدفت موكب عرس في محافظة أبين جنوب اليمن قبل عدة أشهر.
وقالت المنظمة أن هذا الرفض «يثير أسئلة مهمة حول التزام الإدارة الأمريكية بسياستها المتعلقة بعمليات القتل المستهدف، مشيرةً، لأن اليمنيون جميعاً، وبخاصة عائلات القتلى والمصابين، يستحقون أن يعرفوا لماذا تحول موكب العرس إلى مأتم».
وأضافت المنظمة في تقرير نشرته اليوم أن الغارة الأمريكية المميتة التي شنتها طائرة بدون طيار على موكب عرس في ديسمبر/كانون الأول 2013 في اليمن تثير بواعث قلق جدية حول التزام القوات الأمريكية بسياسة الرئيس أوباما المتعلقة بعمليات القتل المستهدف.
وفي التقرير المكون من 28 صفحة ويحمل عنوان«من عرس إلى مأتم: هجمة أمريكية بطائرة دون طيار على حفل عرس في اليمن»، دعت المنظمة الحكومة الأمريكية للتحقيق في الغارة، ونشر ما تتوصل إليه، والتحرك في حالة ثبوت الخطأ.
حيث تسببت الغارة في قتل 12 رجلاً وجرح ما لا يقل عن 15 شخصاً آخرين، وبينهم العروس، مشيرة إلى «أن المسئولين الأمريكيين واليمنيين قالوا إن القتلى كانوا من أعضاء تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، لكن شهوداً وأقارب لهم قالوا لـ هيومن رايتس ووتش إن القتلى والمصابين كانوا مدنيين».
«ليتا تايلر» الباحثة في برنامج الإرهاب ومكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش قالت: «إن الرفض الأمريكي لتفسير غارة مميتة على موكب عرس يثير أسئلة مهمة حول التزام الإدارة الأمريكية بسياستها المتعلقة بعمليات القتل المستهدف. واليمنيون جميعاً، وبخاصة عائلات القتلى والمصابين، يستحقون أن يعرفوا لماذا تحول موكب العرس إلى مأتم».
وأضافت «بدلاً من بث الثقة في مشروعية ما تجريه إدارة أوباما من عمليات القتل المستهدف والتزامها بالسياسة الأمريكية، فإن صمتها يضخم بواعث القلق، كما أن إخفاق الولايات المتحدة في معالجة أي ضرر يقع على المدنيين يخاطر أيضاً بتحويل الحلفاء اليمنيين إلى أعداء».
وأشارت المنظمة إلى أن الولايات المتحدة لم تعترف رسمياً بالغارة، ولم تقدم الولايات المتحدة ولا اليمن معلومات محددة، من قبيل مقاطع فيديو للطائرة بدون طيار، لتأييد تأكيداتهما بشأن ظروف الغارة أو هدفها.
وقال شهود وأقارب للضحايا لـ هيومن رايتس ووتش «إن الموكب لم يكن به أية أعضاء في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وقدموا لـ هيومن رايتس ووتش أسماء القتلى والمصابين ومعلومات أخرى عنهم. وقالوا إن نجل العريس البالغ كان بين القتلى، وإن العروس تعرضت لجروح سطحية في الوجه. وصف محافظ المنطقة وقائدها العسكري الخسائر بأنها تمثل "خطأ" وقدما أموالاً وبنادق لعائلات القتلى والمصابين ـ وهي لفتة اعتذار تقليدية في اليمن».
وأضافت ليتا تايلر: «توحي تصرفات السلطات المحلية، مقترنة بشهادات الشهود، بأن بعض القتلى والمصابين على الأقل كانوا مدنيين. وإذا كان الموكب قد ضم أعضاء في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فإن على الولايات المتحدة أن تفسر من يكونون ولماذا تم اعتبارهم أهدافاً مشروعة».
وأشارت المنظمة إلى أن الغارة على موكب العرس قد تكون خالفت قوانين الحرب أيضاً، بإخفاقها في التمييز بين المقاتلين والمدنيين، أو بالتسبب في خسائر مدنية غير متناسبة مع الميزة العسكرية المنتظرة. يتعين على الولايات المتحدة التحقيق ونشر ما تتوصل إليه بشأن أية انتهاك لقوانين الحرب.
وأوضحت بأنه في حال تعمد أعضاء القاعدة في شبه الجزيرة العربية الالتحاق بموكب العرس لتجنب الهجوم فإنهم يكونون بهذا قد ارتكبوا مخالفة لقوانين الحرب هي اتخاذ «دروع بشرية»، إلا أن هذا لا يبرر الهجوم العشوائي عديم التمييز أو عديم التناسب من طرف القوات الأمريكية.