الرئيسية / شؤون محلية / وفد مجموعة الضغط الشبابية يعود إلى صنعاء بعد زيارة لألمانيا استمرت اسبوعين
وفد مجموعة الضغط الشبابية يعود إلى صنعاء بعد زيارة لألمانيا استمرت اسبوعين

وفد مجموعة الضغط الشبابية يعود إلى صنعاء بعد زيارة لألمانيا استمرت اسبوعين

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 29 نوفمبر 2013 الساعة 06:58 مساءاً

أنهت مجموعة الضغط الشبابية الأسبوع الماضي زيارتها الخارجية الأولى التي استغرقت أسبوعين إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية التقت خلالها مع ممثلي عدد من المؤسسات السياسية والحزبية، والشخصيات السياسية والبرلمانية ومنظمات المجتمع المدني في ألمانيا للإطلاع على سير الأداء السياسي للمؤسسات الألمانية.

وفي الزيارة التي قامت قامتا بها مجموعة الضغط الشبابية – حديثة النشأة – بتنسيق وتعاون وزارة الخارجية الألمانية والجمعية اليمنية الألمانية وجمعية الصداقة العربية الألمانية والمركز اليمني لقياس الرأي العام، تعرفت المجموعة المكونة من 16 شاب وشابة على طبيعة النظام السياسي الألماني وآليات المشاركة في العملية السياسية واستراتيجيات المناصرة والتأثير على مراكز صنع القرار.

كما عقدت المجموعة سلسلة لقاءات متفرقة مع المنظمات الشبابية التابعة للحزب المسيحي الديمقراطي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر، واطلعت خلالها على طبيعة النشاط السياسي لشباب ألمانيا ومدى تأثيرهم في الحياة السياسية، والدور الذي يقومون به في رسم السياسات الحزبية في إطار العملية الديمقراطية. إضافة إلى صورة التحالفات والصراعات السياسية التي تشهدها الحياة الألمانية.

و قام الشباب بجولة استطلاعية للبرلمان الألماني ( البوندستاغ) تعرفوا خلالها على تاريخ البرلمان قبل وبعد الحرب العالمية الثانية، وخلال الفترة التي تلت توحيد الألمانيتين ( الشرقية والغربية) وإزالة الجدار الذي كان يفصلهما في العام 1990م، فضلا عن الاطلاع على هيكل البرلمان وكيفية ممارسته لدوره في سن القوانين والتشريعات والرقابة على الحكومة. وفي ذات الصدد التقت المجموعة الشبابية، في لقاءين منفصلين، بكل من عضوة البرلمان الألماني السيدة بريسكه هينز، وعمدة برلين السابق.

من جهة أخرى اطلعت المجموعة على طبيعة علاقة أعضاء البرلمان بالناخبين والخدمات التي يقدمونها لدوائرهم وكيف يتعاملون مع جماعات الضغط والقوى السياسية الفاعلة في المجتمع الألماني.

علاوة على ذلك زار الناشطون الشباب المجلس الفيدرالي الألماني ( البندسرات) وتعرفوا عن قرب على النظام الفيدرالي في ألمانيا باعتبارها دولة اتحادية محكومة بالفيدرالية، ومدى نجاح هذا النوع من أنظمة الحكم في تحقيق النهوض السياسي والاقتصادي لجمهورية ألمانيا الاتحادية، وفي ذات السياق تمت مناقشة موضوع الفيدرالية مع عدد من السياسيين الألمان بصورة مستفيضة ألقت الضوء على مزايا وعيوب هذا النظام المركب ومدى ملائمته لحكم اليمن.

واطلع أعضاء المجموعة خلال زياراتهم لعدد من المؤسسات العاملة في مجال الضغط والمناصرة على تجارب وخبرات هذه المؤسسات ودورها في التأثير على القرار السياسي والتشريعي، وناقشوا مع المسؤولين في تلك المؤسسات الاستراتيجيات التي يتم اتباعها في ممارسة الضغط والمناصرة على صناع القرار، كما تعرفوا على الوسائل والأساليب العملية الناجحة في هذا الشأن، وكيفية تجاوز الصعوبات التي تعيق الأهداف والخطط المرسومة التي توضع عند السعي لإبراز قضية من القضايا من أجل تغيير السياسات بصددها. وفي ذات الصدد قام أعضاء المجموعة بالتشبيك مع بعض المؤسسات الهامة والمرتبطة بمجالي الضغط والمناصرة وربط علاقات وثيقة مع عدد من السياسيين والناشطين الشباب ومؤسسات المجتمع المدني في برلين.

كما التقى الناشطون الشباب بعدد من المؤسسات السياسية ومراكز الأبحاث وتعرفوا على نماذج من الجهات الفاعلة في القطاعات غير الحكومية، علاوة على التعرف على طبيعة عمل ودور المؤسسات الألمانية الناشطة في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان في عدد من دول العالم والشرق الأوسط وفي مقدمتها منظمة فريدريش آيبرت، ومؤسسة كونراد أديناور، وذلك في زيارتين مستقلتين إلى مقر كل من المؤسستين.

وخلال لقائهم بعدد من القيادات السياسية والحزبية والشبابية الألمانية ناقش أعضاء المجموعة عددا من المواضيع المتعلقة بالصراعات السياسية وأنظمة الحكم في الوطن العربي، وأحداث الربيع العربي وما آلت اليه المنطقة من تغييرات وأحداث عقب الثورات التي شهدتها عدد من البلدان العربية ومنها اليمن. كما تطرقت النقاشات إلى دور الشباب العربي في صناعة هذه الثورات والمساهمة الفاعلة في رسم مستقبل بلدانهم . وركزت النقاشات على الوضع اليمني ومستقبل البلاد في ظل الربيع العربي، والمسافة التي قطعتها الثورة اليمنية لتحقيق أهدافها، والدور الذي يمكن أن يضطلع به الشباب من أجل المساهمة في صياغة العقد الاجتماعي الجديد للوطن ورسم ملامح المستقبل، إضافة الى التطرق لدور المرأة في المشاركة السياسية وبناء المستقبل.

من ناحيتهم أشاد عدد من السياسيين والأكاديميين الألمان بتجربة الحوار الوطني في اليمن والذي جاء ثمرة للثورة الشبابية الشعبية في اليمن باعتباره تجربة فريدة في المنطقة.

انطباعات

من جانبهم عبر شباب مجموعة الضغط عن بالغ سرورهم بالنتائج التي تحققت خلال هذه الزيارة والتي مثلت، بالنسبة لهم، نقلة نوعية على الصعيدين الشخصي والعملي بما تضمنته من معارف وخبرات تمكنهم من الاستفادة منها في إطار عملهم كجماعة ضغط ناشئة تهدف إلى إحداث التأثير المنشود في مسار القرارات والسياسات العامة وبالذات ما يخص قضايا الشباب، بما يخدم أهداف التنمية ويلبي احتياجات وتطلعات المجتمع اليمني عموما.

المتحدث باسم مجموعة الضغط الشبابية والباحث السياسي والأكاديمي عبد الكريم غانم قال:" إن هذه الزيارة مثلت أهمية بالغة حيث اطلعتنا على الكيفية التي تعمل بها بعض الأحزاب السياسية من أجل تغيير بعض القوانين بصورة توافقية بعيدا عن المهاترات الحزبية. من تلك الأمثلة تحديد سن الانتخاب بـ 16 عاماً، والحملات التي تخص قضايا البيئة والطاقة".

ويضيف غانم:" الشباب اليمني وخاصة جماعة الضغط سيكون على كاهلها حمل ثقيل وأمانة خاصة إذا كان هناك قضايا حساسة تخدم المجتمع ولم يتم مناصرتها، والسعي من أجل تحقيق ما فيه الخير العام لهذا الوطن. ونحن نتمنى أن نحصل على الفرصة في اليمن للاستفادة مما تم اكتسابه في برلين على ارض الواقع."

ويخاطب غانم زملائه في المجموعة قائلاً:" إننا في جماعة الضغط لدينا حمل ثقيل وأمانة عظيمة لهذا الوطن فإيماننا بخلق تغيير إيجابي للأفضل لمجتمعنا اليمني يتطلب منا المزيد من المعرفة والطاقة الذهنية، وبما اننا قد تلقينا العديد من مهارات المناصرة والتشبيك، فإن من المهم جدا أن نستحضر بعضا من الشواهد والنماذج التي اطلعنا عليها خلال زيارتنا الى برلين."

بدوره يصف عضو المجموعة الصحفي فائز الضبيبي الرحلة اللي برلين بأنها "جميلة وممتعة ومفيدة جدا تعلمنا خلالها الكثير من الدروس والمعارف واطلعنا على العديد من النجاحات والانجازات التي تميزت بها ألمانيا عن غيرها من البلدان حتى في إطار أوروبا نفسها، وأصبحت من الدول الناجحة بل والأولى في العالم."

ويعرب فائز عن أمله في الاستفادة من الخبرات والتجارب والمهارات التي اكتسبتها المجموعة من هذه الزيارة بما يمكنهم من نقل هموم المواطنين إلى صانعي القرار في اليمن.

من جانبه ينظر مسؤول الاتصال بالمجموعة والناشط الإعلامي رأفت النابهي إلى أن زيارة برلين بما تضمنته من زيارة للأحزاب ومنظمات مجتمع مدني واللقاء بالسياسيين، وزيارة المتاحف والمعالم الأثرية "التي تروي الكثير عن التاريخ القديم للألمان" ينظر إليها على أنها إحدى النقلات النوعية في مسيرة الفريق ككل وعلى الصعيد الشخصي"، ولكنه يرى أن " تاريخ اليمن يبقى مختلفا تماما بعراقته وعروبته والتي زادتنا حبا وعشقا لوطننا وهمة في العمل على بنائه".

ويبدى رأفت إعجابه بـ" المظاهر الجمالية و الثقافية الرائعة التي تلفت النظر حيثما وجه الزائر نظره سواء في شوارع العاصمة الألمانية برلين أو في مبانيها." ويختتم حديثه بأن" الحياة في برلين تمثل نموذجاً لافتاً وجديرا بالاقتفاء وخصوصا في التزام النظام وسيادة القانون في ضمائر الناس وليس في الورق".

من ناحيته يسترسل عضو المجموعة الباحث والناشط السياسي طارق بدر الدين في وصفه لرحلة برلين قائلا:" كانت زيارتنا لبرلين عاصمة المانيا الاتحادية زيارة ممتعة ومفيدة حيث تم التعرف على أهم المعالم التاريخية والسياسية والاجتماعية للعاصمة برلين، و منها جدار برلين التاريخي، وقصة نضال الشعب الألماني حتى تحققت وحدة أرضه".

ويستطرد بدر الدين:" وجدنا مؤسسات ديمقراطية فاعلة ومجتمعا حيا يراقب سير العملية الديمقراطية بكل حذر وخوف من الانحراف عن المسار المرسوم. أما على مستوى الحياة اليومية، فقد وجدنا حياة اجتماعية منتظمة ملتزمة بالمواعيد العامة والخاصة، ووجدنا بنية تحتيه قوية ومكتملة، ونظاما اقتصاديا حراً ورأس مال يدار بحكمة، ونظاما ضريبيا يعتبر من أهم مصادر الدخل القومي.."

ويضيف إن:" ألمانيا بفعل الإرادة الشعبية استطاعت البناء والنهوض في كافة المجالات السياسية والاقتصادية في فترة وجيزة بعد عقود أو ربما قرون من المعاناة ومن الصراعات الداخلية والحروب العالمية التدميرية..".

وينهي بدر الدين انطباعاته عن ألمانيا بالقول:" عندما كنا هناك نتعرف على معالم تلك الامبراطورية الاقتصادية الحديثة في المانيا كنا نلتفت لفتة حماسية مغمورة بالأمل صوب اليمن بلدنا الذي لا يزال يفتقر إلى كثير من مقومات الحياة الكريمة".

أما عضو المجموعة الشابة نجلاء العكوري فإنها تعتبر أن هذه الزيارة قد أكسبت جماعة الضغط الشبابية "تجربة ومعرفة فريدة ستعود بالفائدة على برامجنا المستقبلية التي تأتي كمساهمة ضمن المساهمات الشبابية الأخرى في بناء مجتمع واعي بالجوانب السياسية وخصوصا البرلمان والأنظمة السياسية".

وأكثر ما لفت اهتمام نجلاء" النجاحات التي تعمل عليها القوى السياسية في ألمانيا والتي تصب في خدمة المجتمع وتأسس لوجود علاقة قوية بين المنظمات وبعض الأحزاب من أجل خدمة المجتمع من النواحي الاقتصادية والإنسانية والبيئية".

وتشيد نجلاء بوضع المرأة المتقدم في بعض الأحزاب السياسية في ألمانيا، على سبيل المثال "حزب مهم كالخضر يجعل الأولوية لقضايا المرأة ولمشاركتها، فدورها لا يختلف عن الرجل، حيث تتمتع المرأة بمساواة تمكنها من الانخراط في العمل المجتمعي والسياسي دون عراقيل كبيرة".

عن مجموعة الضغط

الجدير ذكره أن مجموعة الضغط الشبابية تعد من المنظمات الناشئة في البلد خلال الفترة الانتقالية الحالية، حيث تأسست قبل عدة أشهر بمبادرة من المركز اليمني لقياس الراي العام وبدعم من المبادرة الأمريكية الشرق أوسطية. تضم المجموعة شباب مستقلين من مختلف التخصصات الجامعية ومن مختلف التوجهات السياسية تجمعهم رؤى وأهداف مشتركة وعلى رأسها الضغط على صناع القرار في البلاد من أجل تحقيق أهداف تشريعية تخدم العملية التنموية في الوطن بما يلبي احتياجات وتطلعات أبنائه.

اخر تحديث: 21 نوفمبر 2024 الساعة 01:02 صباحاً
شارك الخبر