أدى اغتيال شقيق زعيم قبلي يمني بارز في 13 أكتوبر، إلى دفع مدينة تعز في اليمن لتقترب من الهاوية. وإطلاق النار على الأستاذ الجامعي فيصل المخلافي، في وضح النهار، يقدم دليلا دامغا على أن هذه المدينة، كحال معظم اليمن، بؤرة اضطراب.
في عام 2011 شكلت تعز نقطة ساخنة. فقد انتفض الإسلاميون والعلمانيون اليساريون ضد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الذي كان له في السلطة أكثر من 30 عاما. والاشتباكات حولت جزءا من المدينة إلى منطقة حرب، استمرت إلى ما بعد موافقة صالح على التنحي في أواخر 2011. ومنذ ذلك الوقت، يواصل رجال مسلحون الانتشار في الشوارع. وتنطلق اشتباكات بين الفينة والأخرى. وسكان المدينة لا يزالون يشعرون بالخطر المحدق.
وبعد سقوط صالح، حل محل حاكم المدينة حمود الصوفي، نجل العائلة الثرية في تعز، شوقي أحمد هايل سعيد، برعاية من الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي. لكن سعيد أخفق في استعادة النظام، ولا يمكنه الاعتماد على دعم أصدقاء صالح القدامى أو القادة المحليين.
أما اغتيال المخلافي فقد نسب إلى خلاف دموي قبلي. شقيق المتوفى شيخ حمود المخلافي، الداعم للحزب الإسلامي الرئيسي في اليمن، القى باللوم على "طرف ثالث". لكن تكثر نظريات المؤامرة. والبعض يلمح إلى أن انصار صالح كانوا وراء مقتله. وبمعزل عن الأسباب، يخشى البعض أن تهوي المدينة إلى سلسلة عمليات الثأر المتبادلة.