الرئيسية / شؤون محلية / محمد صالح الرويشان يكتب رسالة مفتوحة للشيخ صادق بن عبدالله الأحمر وإخوانه
محمد صالح الرويشان يكتب رسالة مفتوحة للشيخ صادق بن عبدالله الأحمر وإخوانه

محمد صالح الرويشان يكتب رسالة مفتوحة للشيخ صادق بن عبدالله الأحمر وإخوانه

06 يوليو 2011 06:01 مساء (يمن برس)
أخي الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر... وإخوانه المحترمون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية ثورة التغيير، ثورة الشباب، ثورة الشعب اليمني ا يملك كاتب هذه السطور في مطلع رسالته المفتوحة إلا أن يشير باحترام إلى والدكم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر (يرحمه الله) الذي كان بحق رمزاً وطنياً حظي بتقدير الجميع حتى أولئك الذين اختلفوا معه. ولا يسعني ولا يسع كل ثائر في ساحات التغيير والحرية ومؤيد للثورة ومناصر لها في كل أرجاء الوطن وخارج الوطن إلا أن نشكر لكم وقوفكم إلى جانب الثورة. وبرغم هذا الموقف النبيل منكم والذي دفعتم ثمنه غالياً وشهد بأهميته خصومكم قبل أصدقائكم، وبرغم تأكيدكم على أنكم لا تتطلعون مقابل ذلك إلى أي منصب سياسي، فإن هناك من لا تزال تراودهم الشكوك بشأن نواياكم وما تهدفون إليه من وراء دعمكم للثورة، خاصة وقد اتخذ نظام الاستبداد والفساد من الحملة الإعلامية الشرسة عليكم قبل وبعد إعلان انحيازكم التام للثورة وسيلة لتشويه الثورة من خلال تشويه صورتكم. وكان الاعتداء على منزل والدكم (يرحمه الله) ومنازلكم وما تبع ذلك وصاحبه من المواجهة المسلحة مع مناصريكم هدفاً لحرف الثورة الشعبية عن مسارها السلمي، وتصويرها على أنها صراع على السلطة معكم ومع أحزاب اللقاء المشترك. وحتى تكون الأمور واضحة لهؤلاء المتشككين ولكم وللجميع فلنتأمل جميعاً النقاط التالية: أولا: إن دعمكم للثورة ليس بغريب على آل الأحمر الذين وقفوا ضد ظلم الأئمة وساندوا الثورة والجمهورية. ولكنه في الوقت نفسه ليس تفضلا ولا منّاً وإنما قياماً بالواجب والمسؤولية الملقاة على عاتق كل يمني بأن يقف في صف الثورة، ويعمل كل ما بوسعه لنصرة إرادة الشعب اليمني وحقه في الحرية والحياة الكريمة. ومن يقوم بواجبه وما يمليه عليه ضميره الوطني لا يتوقع ولا ينبغي أن يتوقع من وراء ذلك جزاء ولا شكوراً. ثانيا: إن ثورة التغيير هي ثورة الشعب اليمني بأكمله، وليس لأي من مكوناتها أو من كان لهم شرف الالتحاق بها ودعمها ومساندتها حق أو قدرة في ادعاء التفضل عليها، ناهيك عن مصادرتها وحرفها عن مسارها وأهدافها. وإن من يفعل ذلك فسوف يضع نفسه في مواجهة الشعب كله. فأرواح الشهداء ودماء الجرحى وتضحيات الشباب وجماهير الشعب لم تكن من أجل استبدال شخص الحاكم أو قبيلته أو حزبه بل من أجل بناء نظام جديد يقوم على العدالة والمساواة وسيادة النظام والقانون. ثالثا: إن الثورة هي حد فاصل بين مرحلتين وتاريخين ونظامين. وإن التجاوزات والاختلالات التي سمح بها أو شجع عليها أو فرض وجودها نظام الاستبداد والفساد ليس من الممكن استمرارها وسريانها بعد الثورة. وينتظر الجميع منكم كزعماء قبليين وسياسيين أن تكونوا قدوة في الالتزام بالنظام والقانون ورعاية المصلحة الوطنية وتقديمها على المصالح الشخصية والقبلية. رابعاً: إن العلاقة التي ربطت بين والدكم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر (يرحمه الله) والمملكة العربية السعودية والتي استمرت من خلالكم هي علاقة استثنائية نشأت في ظروف وطنية وإقليمية معينة. وقد اختلفت الظروف اليوم بقيام ثورة التغيير وتطلع الشعب اليمني للانعتاق من قيود التبعية أياً كانت دوافعها ومبرراتها. وبناء على ذلك فالمطلوب إعادة صياغة هذه العلاقة لتتواءم مع المتغيرات الجديدة وأن تتجاوز الطابع الشخصي المباشر وتكون في إطار مؤسسات الدولة ومنضبطة بأنظمتها السارية ومصلحتها العليا. خامساً: إن المتوقع والمنتظر منكم وقد أعلنتم التزامكم التام بأهداف وغايات ثورة التغيير وأعلنتم انحيازكم لمطالب الشعب اليمني هو أن يكون تصرفكم وفقاً لهذا الإعلان، وأن تعملوا على أن تكون القبيلة عاملا مساعداً لتمكين واستقرار الدولة المدنية واحترام النظام والقانون. حيث وقد أثبتت القبائل اليمنية الموالية للثورة مدنيتها بالتزامها بسلمية الثورة ودعمها لها وانضباطها بالأنظمة والتعليمات سواءً بسواء مع الشباب المتعلم في الساحات. ختاماً...أخي الشيخ صادق الأحمر وإخوانه، إن ما يزيد على ثلاثة عقود قضاها شعبنا في ظل نظام الاستبداد والفساد قد أوصلت اليمن إلى حافة الهاوية. ولاشك أن نجاتنا جميعاً وقدرتنا على مواجهة التحديات التي تواجه شعبنا وبلادنا تقتضي من الجميع عموماً، ومنكم ومن أمثالكم خصوصاً، التضحية والتحلي بالوعي وتقدير المسؤولية. ولاشك أن تصريحاتكم ومواقفكم الأخيرة الداعمة للثورة والمساندة لإرادة الشعب اليمني تؤكد التزامكم بأهداف ثورة التغيير. غير أن ذلك الالتزام ينبغي أن يتواصل ويستمر من أجل إتمام إسقاط نظام الاستبداد والفساد وتأسيس دولة المؤسسات والتداول السلمي للسلطة ووضع اليمن في مكانتها اللائقة بين الأمم والشعوب.
شارك الخبر