الرئيسية / تقارير وحوارات / عن حيثيات الهجمة الإعلامية الشرسة التي تستهدف الشيخ حميد الأحمر
عن حيثيات الهجمة الإعلامية الشرسة التي تستهدف الشيخ حميد الأحمر

عن حيثيات الهجمة الإعلامية الشرسة التي تستهدف الشيخ حميد الأحمر

23 يوليو 2013 11:15 صباحا (يمن برس)
من الأشياء الملفتة في بلادنا أننا نجد الفرقاء والخصوم المتناحرين في مختلف الجبهات يتفقون في بعض القضايا وكأنهم في خندق واحد، وكأن ما يدور من صراع بينهم ليس إلا مَسْرحة يسعون من وراءها إلى إخفاء أجندة خاصة تقع خارج متن القضية الوطنية المُجمع عليها، وبعيداً عن متطلبات المخاض الوطني العسير الذي وصل مرحلته الاخيرة بأقل الخسائر بعد عملية قيصرية عُرفت بـ"المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية".

ولعل من أهم وأحدث القضايا التي احتشد لها الخصوم والمتصارعين وهم "بقايا النظام السابق وجناح الصقور في حزب المؤتمر والمطالبين بالإنفصال والحوثيين" تلك الهجمة الشرسة التي يتعرض لها القيادي الإصلاحي وأبرز رجال الأعمال المؤيدين لثورة الشباب الشعبية السلمية الشيخ حميد بن عبد الله الأحمر، حيث شهدت الفترة الأخيرة تعدد جبهات الهجوم عليه مستهدفةً شخصه، ونشاطه السياسي، وكذا نشاطه التجاري فضلاً عن إتهامه بالضلوع وراء بعض الأحداث التي حدثت خلال الثورة الشعبية السلمية وفي مقدمتها حادثة جامع النهدين التي استهدفت قيادات الدولة العليا آنذاك وفي مقدمتهم الرئيس المخلوع ورؤساء المجالس السيادية في البلاد" الوزراء والنواب والشورى".

مؤخراً خرج حميد الأحمر للرأي العام متحدثاً عن تفاصيل الاستهداف الذي طاله وأسرة بيت الأحمر عموماً وممتلكاتهم من قبل النظام السابق، وبالذات ما حدث في منزله في حده حيث قُتل 21 شخص وتم تدمير المنزل تماماً وكذا تدمير منازل أولاد في منطقة الحصبة وصوفان على خلفية وقوف حميد الأحمر وجميع إخوانه في صف الثورة الشعبية السلمية، يأتي هذا بعد فترة قصيرة من تناقل وسائل الإعلام لخبر توجيه النائب العام بالتحقيق مع المخلوع ونجله ونجل أخيه في قضية استهداف الوساطة في منزل الشيخ عبد الله الأحمر.

وفي نفس الوقت أبدى حميد الأحمر في أكثر من مناسبة وفي تصريحات ولقاءات تعاطفه مع قضية أهالي صعدة من غير الحوثيين، حتى أن الأحمر برر اعتذاره عن المشاركة في مؤتمر الحوار بأن أحد الأسباب يتمثل في عدم تمثيل أبناء صعدة المتضررين من الحوثيين في المؤتمر، بل وتنازل بمقعدة لأحد وجهاء صعدة المتضررين من جماعة الحوثي.

وكذا تواصله المستمر مع قيادات الحراك الجنوبي السلمي وسعيه الدائب لتقريب وجهات النظر بين أبناء الجنوب المؤيدين للحوار الوطني كرجل الأعمال الصريمة وغيرهم.

وهذا كله استدعى اتفاق الأطراف الثلاثة " بقايا النظام السابق والحوثيين والإنفصاليين" على تنفيذ هجمات إعلامية متوالية ومنسقة تستهدف شخص حميد الأحمر ونشاطاته المختلفة، وهذا ما نلاحظه جلياً في المواقع والقنوات والصحف التابعة أو المقربة من هذه الأطراف الثلاثة.

وفي هذا السياق لا بد من التأكيد على أن لحميد الأحمر مواقف مشهودة تجاه مجمل القضايا الوطنية ومنذ وقت مبكر من عمر المأزق اليمني الذي بدأ يلوح عقب حرب صيف 94م التي كانت بمثابة حجر الأساس للمشروع العالي الأسري والذي ازداد توسعاً وتغولاً على حساب انحسار وتضرر المشروع الوطني الكبير الذي لطالما حضي بتأييد الشعب اليمني في الشمال والجنوب.

فدائماً ما كان يقف بكل ثقله الاجتماعي والسياسي والمالي حيث  تكون المصلحة الوطنية، وفي كل مرة كانت تمر المن بأحد منعطفات مأزقها المضطرد كان لحميد صرخة ونصيحة للعدوة إلى المسار الصحيح، ولقد عُرف بوقوفه الحازم في وجه المشروع الاستبدادي الأسري منذ بدأت تتوضح ملامحه وقسماته، وازدادت وتيرة مصادمته للمشروع الفردي  في السنوات الأخيرة التي سبقت الثورة الشعبية، حتى أنه  كان أول من نادى بضرورة إستقالة الرئيس السابق، كمدخل أساسي لإنقاذ اليمن من الهاوية.

وهذه الأدوار السياسية جعلت من حميد الأحمر هدفاً وخصماً لدوداً للكثير من المتضررين من التغيير الذي انسجم إلى حد كبير مع ما نادى به الأحمر قبل اندلاع ثورة الشعب فيما عُرف بـ" وثيقة الإنقاذ الوطني" الصادرة عن لجنة الحوار الوطني آنذاك.

إذن بقايا النظام السابق وكل المتضررين من التغيير بشكله وصيغته الحالية من المنطقي أن يتخندقوا سوياً في خندق الحرب على حميد الأحمر اعتقاداً منهم أنه المستفيد الوحيد من سقوطهم والمحرض الأول له.

وهذا ما نلحظه بشكل واضح في ثنايا الصحف والمواقع والقنوات المملوكة للمخلوع أو المقربة منه، والتي ما فتئت تشن الغارة تلو الغارة على حميد الأحمر مستهدفةً شخصه ونشاطه السياسي والاجتماعي والتجاري.

حملة منظمة
وبناءً على ما سبق فإنه يمكن القول أن الهجمة الإعلامية الشرسة التي تستهدف حميد الأحمر ليست عفوية ولا بريئة، ولا يمكن لها أن تتم بغير تنسيق بين الأطراف التي تنفذها وتمولها، ففي الوقت الذي يكيل فيه التيار الإنفصالي الاتهامات للرئيس المخلوع بأنه دمر الجنوب يتفق هذا المطبخ مع مطبخ المخلوع في خطة ممنهجة لاستهداف الشيخ حميد الأحمر، من خلال اتهامه بأنه هو من يدير البلاد " وهو ما أتى على لسان زعيم التيار الإنفصالي نائب الرئيس السابق علي سالم البيض" الذي قال بأن حميد الأحمر هو من يدير البلاد وليس الرئيس هادي"  كما اتهمت مواقع ووسائل إعلام تابعة للتيار الإنفصالي حميد الأحمر بنهب ثروات الجنوب كالنفط وغير ذلك من التهم التي لم يتم تقديم أي دليل ملموس عليها، وهي التهم التي ساقتها وفي نفس التوقيت وسائل إعلام تابعة للمخلوع أو مقربة منه كموقع وقناة اليمن اليوم، وموقع براقش نت وموقع المؤتمر نت والميثاق نت وغيرها.

وهذا يدل دلالة قاطعة على أن ثمة غرفة عمليات إعلامية مهمتها جمع نقاط الاتفاق بين الفرقاء وبوتقتها بطريقة تحقق أغراض كل طرف في النيل من الهامات الوطنية التي لطالما نتصرت لحقوق الوطن والمواطن.

وإلا فكيف يفترق الإنفصاليون وبقايا النظام السابق والحوثيون في كل شيء إلا في استهداف مثل حميد الأحمر وغيره كاللواء علي محسن وأيضاً الإصلاح وغير ذلك من الأفراد والجهات؟.

أحقاد شخصية
ومن ثنايا الخلافات السياسية تبرز الأحقاد الشخصية جليةً في قضية استهداف الشيخ حميد الأحمر حيث ترتكز بعض القوى والوسائل الإخبارية في حملاتها ضد الأحمر من حساسية وحقد شخصي تجاه الأخير نظراً لنجاحه المشهود على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

فمن الناحية الشعبية والإجتماعية استطاع الشيخ حميد من الإستيلاء على مساحات شاسعة من التأثير القبلي على مستوى اليمن عموماً، نظراً للكاريزما التي يتمتع بها الرجل إضافة إلى توفر مقومات الزعامة والتمكين الاجتماعي لديه، كالوجاهة المتوارثة، وانتماءه إلى إحدى أهم وأعتى القبائل اليمنية "حاشد"، وكذا امتلاكه للمال كوسيلة هامة لا يستغني عنها كل من يطمح للزعامة الاجتماعية، فضلاً عن انتمائه للمشروع الإسلامي في اليمن والذي بدوره أعطاه قوة تضاف إلى قوته السابقة.

كل هذه المقومات وأخرى لم نذكرها حدت بالعديد من المشائخ والشخصيات الحزبية ورجال الأعمال إلى مهاجمة الأحمر والتشهير به واتهامه من خلال بعض وسائل إعلامية مملوكة لأشخاص أو لجهات كقناة آزال واليمن اليوم، والمواقع والصحف الإخبارية المملوكة لبعض المشائخ كموقع براقش نت الذي لا يكاد يمر يوم إلا ويورد خبراً أو تقريراً ملفقاً يستهدف به حميد الأحمر، والتي كان آخرها على سبيل المثال خبر تزويد حميد للقيادي الإصلاحي العواضي بسيارة مدرعة وأسلحة لحمايته من أي حملات أمنية تستهدف القبض على المتهمين بقتل الشابين آمان والخطيب، وكذا التهرب من الضرائب وتعيين بعض المحسوبين عليه في عدة مناصب حكومية، وغيرها الكثير والكثير من الأخبار التي ترد يومياً وبأسماء عادةً ما تكون مستعارة كـ"علي بابا" أو تأتي تحت بند "خاص" ومن مصادر خاصة!، مع العلم أن الموقع مملوك للشيخ محمد بن ناجي الشايف أحد أبرز المشائخ الموالين للرئيس السابق، والمعروف بحساسيته المفرطة من شخص حميد على خلفية نجاحه السياسي والتجاري والاجتماعي.

مع التأكيد على أن ذلك يتفق مع موقف الجناح المؤيد للمخلوع في المؤتمر الشعبي العام بقيادة البركاني وغيره من مواقف الشيخ حميد الأحمر وأدواره في الثورة الشعبية وقبلها وبعدها.
 
خصومة مع المشروع الوطني
يتفق خصوم الأحمر على حقيقة التضاد بين المشروع الذي يقف في صفه ويسانده، وبين مشاريعهم الضيقة التي تحمل نفس طائفي أو نزعة استبدادية أو رغبة وصولية أو دعوة جهوية مناطقية، وهذا اليقين بالتصادم بين موقف الأحمر وهوى هذه الأطراف جعل عداوة حميد الاحمر محل اتفاقهم، وربما فُتحت قنوات للتواصل بين خصومه من أجل تعميق أثر هذه الهجمة عليه، وبما يحقق مرادهم في النيل منه بالتخفيف من نشاطه السياسي أو التجاري وغير ذلك.

وفي هذا السياق تنضح كل وسائل الإعلام المملوكة لبقايا النظام السابق أو للمشروع الانفصالي أو الحوثيين وكذا الوسائل المرواحه في البقع الرمادية ما بين أجهزة المخابرات الأجنبية والأذرع الأمنية الداخلية التي لا تزال ترتبط بالنظام السابق بالكثير والكثير من التهم والادعاءات والافتراءات التي لا أساس لها من الصحة، ونقول لا أساس لها من الصحة كون الشيخ حميد الأحمر قد دعى أكثر من مرة كل من يمتلك دليل على الدعاوى التي تُكال إليه إلى تقديم دليله للقضاء ليقول فيه كلمته، إلا أنه إلى الآن لم يتقدم أحد بشيء.

وختاماً لا بد من التأكيد على أن الشيخ حميد الأحمر لم يقدم يوماً نفسه كرجل مرحلة يحمل مشروعاً خاصاً به يسعى من خلاله إلى تحصيل مكاسب سياسية أو غير سياسية، بل كان ولا يزال جزءاً من مشروع وطني أكبر تحمله كل الأحزاب الوطنية المنضوية تحت لواء اللقاء المشترك، وبالتالي فإن كل ما يطرحه حميد لا يشذ عن الإجماع الوطني لأحزاب القاء المشترك يوم أن كانت معارضة وحتى اليوم حيث صارت جزءاً من النظام الحاكم خلال المرحلة الانتقالية.

ولسنا هنا بصدد الحديث عن الأضرار التي لحقت بالشيخ الأحمر جراء وقوفه مع ثورة الشعب السلمية كون الجميع قد بلغ مسامعهم تلك الخسائر والتضحيات، لكن المهم هو التأكيد على أن الأطراف المتضررة من التغيير لن تدخر جهداً للثأر من كل من ساند مشروع التغيير سواءً كانت كيانات سياسية أو اجتماعية أو مدنية وكذا الأفراد أيضاً، وخير دليل على ذلك الهجمة الشرسة التي تستهدف الشيخ والمناضل الوطني الكبير الشيخ حميد الأحمر.

*صورة الخبر: الشيخ حميد الأحمر ونجله " نصر الله " (خاص - يمن برس)
شارك الخبر