في تحرك دبلوماسي عاجل ومنسق، بادرت أربع دول خليجية - عُمان والكويت والبحرين وقطر - إلى إصدار بيانات منفصلة يوم الثلاثاء، للتدخل الفوري لاحتواء التوتر المتصاعد بين الرياض وأبوظابي حول الملف اليمني.
وأتى هذا التحرك الدبلوماسي العاجل عقب إنذار سعودي صادم للإمارات بسحب قواتها العسكرية من الأراضي اليمنية خلال 24 ساعة فقط، واتهامها بممارسة ضغوط على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي للقيام بعمليات عسكرية على الحدود الجنوبية للمملكة في محافظتي حضرموت والمهرة.
ودعت الدول الخليجية الأربع في بياناتها المنسقة إلى ترسيخ الحوار وتبني الحلول الدبلوماسية لتجاوز هذه الأزمة الحادة التي تهدد تماسك مجلس التعاون.
تحركات دبلوماسية مكثفة
عبرت قطر في بيان وزارة خارجيتها عن "متابعتها بباليغ الاهتمام للتطورات والأحداث الجارية في الجمهورية اليمنية الشقيقة"، مؤكدة أن "أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة وأمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يُعد جزءاً لا يتجزأ من أمن قطر".
وأشادت الدوحة بـ"البيانات الصادرة عن المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، والتي تعكس الحرص على تغليب مصلحة المنطقة".
من جانبها، أكدت سلطنة عُمان "استمرار موقفها الداعي إلى ضبط النفس، وتغليب صوت الحكمة، عبر معالجة كافة القضايا بالتي هي أحسن عبر الحوار"، وشددت على ضرورة "احترام سيادة الجمهورية اليمنية وأمنها واستقرارها".
البحرين تؤكد ثقتها في الحكمة الخليجية
وأعلنت البحرين، بصفتها رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون، "ثقة مملكة البحرين في حكمة قيادتي السعودية والإمارات وقدرتهما على احتواء أي تباينات في وجهات النظر ضمن إطار البيت الخليجي الواحد".
أما الكويت فجددت التأكيد على أن "أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة، وأمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يشكلان ركيزة أساسية من ركائز أمنها الوطني".
جذور الأزمة
وكانت وزارة الخارجية السعودية قد دعت الإمارات للاستجابة لطلب رئيس مجلس الرئاسة اليمني رشاد العليمي بخروج قواتها العسكرية من اليمن، معربة عن أسفها لما وصفته بالضغط الإماراتي على المجلس الانتقالي الجنوبي.
وردت وزارة الخارجية الإماراتية بأن بيان نظيرتها السعودية تضمن "مغالطات جوهرية، حول دور دولة الإمارات في الأحداث الجارية في الجمهورية اليمنية"، فيما أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية إنهاء وجود فرقها المتبقية في اليمن.