موجة هائلة من الفرح والتفاعل اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي السعودي خلال الـ48 ساعة الماضية، بعدما تداول آلاف المواطنين والمقيمين خبراً "مفرحاً" عن إعلان أرامكو تخفيض سعر البنزين إلى 2.10 ريال للتر بدلاً من 2.50 ريال لعام 2025.
لكن الحقيقة المؤلمة كشفتها مراجعة دقيقة للبيانات الرسمية لشركة أرامكو: لا توجد أي تصريحات أو بيانات حديثة تؤكد حدوث أي تخفيض في أسعار البنزين المحلي خلال الفترة الحالية.
وبدلاً من التخفيض "التاريخي" المزعوم، تكشف البيانات الرسمية الفعلية لأرامكو عن واقع مختلف تماماً: آخر تحديث لأسعار البنزين في مايو 2025 أظهر بنزين 91 عند 2.18 ريال وبنزين 95 عند 2.33 ريال، بينما إعلان ديسمبر 2025 تناول فقط أسعار الخام العربي للأسواق العالمية.
الخبر المتداول اتضح أنه "معاد التدوير" من إعلانات تسعيرة سابقة تعود لعام 2024، حيث استغل منشئوه حماس المواطنين للحصول على أخبار إيجابية حول أسعار الوقود في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية.
وبينما انتشرت العبارات المفرحة عن "تخفيف العبء المالي عن المستهلكين ومواكبة تغيرات أسعار النفط العالمية"، تؤكد آلية أرامكو الشهرية لمراجعة الأسعار استمرار الاعتماد على الأسواق العالمية وتكاليف الإنتاج دون أي إشارة لتخفيضات استثنائية.
التحقق من مصادر يمن برس أكد ثبات الأسعار الرسمية الحالية وفق آخر تحديث نشرته أرامكو على موقعها الرسمي، داعياً الجمهور للاعتماد على القنوات الرسمية لتجنب الوقوع في فخ الأخبار المضللة.
هكذا تحول "القرار التاريخي" المزعوم إلى درس قاسٍ حول خطورة تداول المعلومات دون التحقق من مصادرها، تاركاً المئات ممن فرحوا بالخبر في مواجهة واقع مختلف تماماً عما توقعوه.
