في تحول تاريخي مذهل، نجحت مصر في تحقيق نقلة حضارية جعلتها 'سيليكون فالي الشرق الأوسط' خلال فترة قياسية، حيث كشف الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن إنجازات مدوية خلال افتتاح معرض القاهرة الدولي بحضور رئيس الوزراء.
الطفرة التصنيعية: من 3.3 إلى 10 ملايين جهاز في عام واحد
تشهد مصر انفجاراً تصنيعياً حقيقياً بعد استقطاب **15 علامة تجارية عالمية** لإقامة مصانعها محلياً، مما رفع الإنتاج من الهواتف المحمولة من 3.3 ملايين جهاز فحسب في العام الماضي إلى **10 ملايين جهاز متوقعة بنهاية 2025** - نمو خرافي بنسبة 300%.
هذا الإنجاز لم يأت من فراغ، بل نتج عن استراتيجية محكمة أطلق عليها "مصر تصنع الإلكترونيات" التي نجحت في تحقيق **نسبة مكون محلي تجاوزت 40%** في صناعة الأجهزة المحمولة.
ثورة في سوق العمل: 75 ألف وظيفة جديدة في الأفق
النجاح لم يتوقف عند حدود الإنتاج، فقد حققت **الاستثمارات الأجنبية المباشرة 263 مليون دولار**، وفرت بالفعل 9000 فرصة عمل حتى نهاية العام الجاري، بينما تشير التوقعات إلى خلق **75 ألف فرصة عمل إضافية** للشباب المصري من خلال الاتفاقيات الموقعة مع 55 شركة عالمية ومحلية.
الأرقام تتحدث بوضوح عن تحول جذري في المشهد الاقتصادي، حيث ارتفع عدد العاملين في قطاع التعهيد التكنولوجي إلى **160 ألف عامل**، مقارنة بأعداد أقل بكثير في السنوات السابقة.
صادرات رقمية تحطم الأرقام القياسية
على جبهة التصدير، حققت الصادرات الرقمية المصرية قفزة هائلة بنسبة **124% خلال سبعة أعوام**، وصلت قيمتها إلى 7.4 مليار دولار، بينما قفزت صادرات التعهيد بنسبة 80% لتسجل **4.8 مليار دولار في 2025**.
وفي قطاع الألياف الضوئية تحديداً، تستضيف مصر حالياً **4 علامات تجارية تنتج 4 ملايين كيلومتر سنوياً**، تفوق الاحتياج المحلي البالغ 3 ملايين كيلومتر، مما فتح الباب للتصدير إلى الدول المجاورة وأوروبا منذ 2022.
اعتراف دولي بالريادة الرقمية
الإنجازات المحلية تُرجمت إلى اعتراف دولي مذهل، حيث قفزت مصر **47 مركزاً في مؤشر نضج الحكومة الرقمية** للبنك الدولي لعام 2025، لتحتل المركز 22 عالمياً وتدخل ضمن **الفئة (أ) للدول الرائدة**.
كما شهد القطاع نمواً مستمراً **للعام السابع على التوالي بمعدلات تراوحت بين 14% و16%**، رافعاً مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو 6%، محققاً بذلك أعلى معدلات النمو على مستوى الدولة.
من الخدمات إلى الصناعة: تحول نوعي شامل
ارتفع عدد شركات تصميم الإلكترونيات من 34 شركة في 2016 إلى **أكثر من 80 شركة في 2024**، تضم 9 آلاف مهندس، بينما يستضيف مركز "إمحوتب" في العاصمة الإدارية **17 شركة متخصصة**.
الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي (2025-2030) تستهدف مساهمة **7.7% في الناتج المحلي** عبر 6 محاور تشمل تدريب **30 ألف متخصص** وتطبيقات تنموية متقدمة كالكشف عن سرطان الثدي.
هذا التحول النوعي جعل مصر مركزاً إقليمياً رائداً للتكنولوجيا، حيث أكد الوزير أن القطاع **تحول من مجرد خدمات إلى قطاع إنتاجي رائد** يحقق أعلى معدلات النمو، مما يضعها فعلاً في مصاف "سيليكون فالي الشرق الأوسط".
