1089 ريال يمني - هذا الرقم المدمر يفصل بين سعر الدولار الواحد في عدن وصنعاء، في مشهد اقتصادي كارثي يقسم اليمن إلى دولتين نقديتين منفصلتين عملياً.
وبحسب أحدث بيانات الصرف، سجل الدولار الأمريكي في أسواق عدن سعر بيع قياسي وصل إلى 1631 ريالاً، بينما انخفض سعر الشراء إلى 1615 ريالاً. وفي المقابل، تداول نفس الدولار في العاصمة صنعاء عند مستويات أقل بشكل صاعق، حيث بلغ سعر البيع 542 ريالاً فقط مقابل 537 ريالاً للشراء.
هذا التباين الهائل يعني أن المواطن اليمني في عدن يدفع ثلاثة أضعاف ما يدفعه نظيره في صنعاء للحصول على الدولار ذاته، في فجوة تتجاوز 200% وتعتبر الأوسع من نوعها في التاريخ الاقتصادي الحديث.
ولم تقتصر المأساة على الدولار الأمريكي، بل امتدت لتشمل الريال السعودي الذي شهد انقساماً مماثلاً. ففي حين سجل سعر بيع الريال السعودي في عدن 428 ريالاً يمنياً، تراجع في صنعاء إلى 141.5 ريالاً فقط، بفارق يتخطى 286 ريالاً.
- عدن: الدولار بين 1615-1631 ريال | الريال السعودي بين 425-428 ريال
- صنعاء: الدولار بين 537-542 ريال | الريال السعودي بين 140.5-141.5 ريال
يعكس هذا الانهيار الاقتصادي المتفاقم حالة الانقسام السياسي والإداري الذي تعيشه البلاد منذ سنوات، حيث يدير البنك المركزي اليمني عملياته من مقرين منفصلين في المدينتين، مما خلق سياسات نقدية متضاربة أدت لهذا الشرخ الكارثي.
وتلقي هذه الأرقام المفزعة بظلالها الثقيلة على الحياة اليومية لملايين اليمنيين، حيث تتحول عملية التنقل بين المحافظات إلى رحلة محفوفة بالخسائر المالية الفادحة، بينما تواجه العائلات المقسمة جغرافياً معضلة حقيقية في إرسال الأموال والمساعدات.
