ساعتان بدلاً من رحلة البر والبحر المنهكة لأربعة أيام كاملة - هذا ما وعدت به الخطوط الجوية اليمنية المواطنين عندما أعلن وزير النقل عبدالسلام حُميد في 15 يوليو 2024 استئناف الرحلات من عدن إلى أبوظبي بعد انقطاع دام عقداً كاملاً.
الإعلان الرسمي جاء بعد 10 سنوات من التوقف التام منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في 2014، حيث تحول السفر البسيط إلى معاناة حقيقية تستنزف الصحة والمال. الكابتن ناصر محمود، رئيس مجلس إدارة الخطوط اليمنية، واصل مساعيه لإعادة بناء الشبكة الجوية تدريجياً.
الطموحات لم تتوقف عند أبوظبي، فقد افتتح محمود في 8 يوليو 2025 مكتباً جديداً في الدوحة بحضور مسؤولين قطريين، تمهيداً لاستئناف رحلات عدن-الدوحة ضمن خطط توسعية تشمل الدمام وصلالة مروراً بالمهرة.
نائب المدير التجاري محسن حيدره وصف التوسع بالإنجاز الاستراتيجي لتلبية الطلب المتزايد، خاصة مع تعزيز الأسطول بطائرة AB320 رابعة خلال أسبوعين من الإعلان. الدعم الحكومي ووزارة النقل يدفعان بقوة نحو استعادة دور اليمنية كـ"ناقل وطني" حقيقي.
اللحظة التاريخية الأبرز جاءت في 2 نوفمبر 2025 عندما وصلت أول رحلات اليمنية إلى مطار المخا بعد توقف دام 10 سنوات وتأهيل شامل للمطار. عضو مجلس القيادة طارق صالح كان أول من غادر على متنها متوجهاً إلى قمة المناخ في البرازيل، مدشناً رسمياً عودة الطيران إلى الساحل الغربي.
رغم التحديات الجسيمة، بما في ذلك اختطاف الحوثيين لأربع طائرات، تواصل الخطوط اليمنية استعادة وجهاتها تدريجياً مثل الكويت، بدعم متواصل من الإمارات وقطر والكويت. هذه العودة التدريجية تعيد الأمل لآلاف العائلات المنفصلة وتفتح آفاقاً جديدة للتجارة والسياحة بعد سنوات من العزلة القسرية.