الرئيسية / مال وأعمال / حصري: الحقيقة المخفية وراء علاقة السعودية بالجنوب... لماذا تراهن الرياض على هذا التحالف الاستراتيجي؟
حصري: الحقيقة المخفية وراء علاقة السعودية بالجنوب... لماذا تراهن الرياض على هذا التحالف الاستراتيجي؟

حصري: الحقيقة المخفية وراء علاقة السعودية بالجنوب... لماذا تراهن الرياض على هذا التحالف الاستراتيجي؟

نشر: verified icon مروان الظفاري 25 ديسمبر 2025 الساعة 05:45 مساءاً

في عصر تتبدل فيه التحالفات كالفصول، تبقى المملكة العربية السعودية الدولة الوحيدة التي لم تتخلَ عن حليف واحد منذ عقود. هذه هي الحقيقة التي يتجاهلها من يراهنون على قطيعة محتملة مع الجنوبيين، متناسين أن الرياض تدير سياستها وفق مؤسسات راسخة وليس وفق انفعالات لحظية.

تكشف الوثائق الاستراتيجية أن علاقة السعودية بحلفائها الجنوبيين تستند إلى ركائز صلبة: المصالح المشتركة، الاحترام المتبادل، والوضوح السياسي. فالمملكة التي تمضي قدماً في تنفيذ رؤية 2030 - تلك الخارطة التي أعادت تعريف مفهوم الدولة الحديثة - لا يمكن أن تهدر مكانتها في صراعات جانبية.

ومع مشاريع عملاقة مثل نيوم والقدية والبحر الأحمر واتفاقيات دولية كبرى مع القوى العالمية، تصبح فكرة انزلاق السعودية نحو خصومات عبثية ضرباً من الخيال. فالدول العظمى - كما يؤكد المحللون - تُقاس بقدرتها على البناء وجمع الفرقاء، لا تأجيج الخلافات.

الأهم من ذلك أن الدور السعودي التاريخي كوسيط حكيم في النزاعات العربية يؤكد أن حضورها في أي خلاف لم يكن يوماً حضور طرف منحاز، بل وسيط يعمل على حماية المنطقة من الانزلاق نحو الفوضى والدمار.

  • السياسة المؤسسية: قرارات تستند للرؤى الاستراتيجية طويلة المدى وليس للعواطف
  • الثبات على المبادئ: عدم التخلي عن الحلفاء تحت ضغط التحريض والشائعات
  • الرؤية التنموية: التركيز على البناء والاستقرار بدلاً من النزاعات المدمرة

في زمن تتكاثر فيه الأصوات التحريضية عبر منصات الإعلام غير المسؤول، يبقى الوعي هو الفيصل. فالسعودية - وفق تعبير مصادر دبلوماسية - لا تستدرج ولا تبتز ولا تغيّر حلفاءها تحت ضغط الشعارات، لأنها دولة تعرف ماذا تريد وإلى أين تتجه.

الخلاصة واضحة: ستظل المملكة العربية السعودية ركيزة التوازن في المنطقة وقائدة لمشروع النهوض لا مشروع الصراع. والرهان على العكس هو رهان خاسر لا يسنده واقع ولا تاريخ.

شارك الخبر