19 دقيقة فقط فصلت بين الإقلاع والكارثة التي محت أهم القيادات العسكرية في ليبيا... فقد لقي الفريق أول محمد علي الحداد، رئيس أركان الجيش الليبي، مصرعه مع سبعة آخرين في تحطم طائرة قرب العاصمة التركية أنقرة، في حادث وصفه زعيم حزب الحركة القومية التركي دولت بهجلي بأنه "مؤلم ومثير للتساؤلات" بسبب توقيته الحساس.
وقع الحادث المأساوي عند الساعة 20:52 بالتوقيت المحلي في قضاء هايمانه، بعد أن أبلغت الطائرة من طراز فالكون 50 عن عطل كهربائي، وفقاً لتصريحات وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا. الطائرة المصنعة عام 1988 كانت تحمل وفداً عسكرياً رفيع المستوى يضم قائد القوات البرية الليبية الفريق أول فتوري غريبيل وقائد هيئة التصنيع العسكري اللواء محمود القطفاني.
التوقيت يثير الشكوك: جاءت الكارثة بعد يوم واحد من مصادقة البرلمان التركي على تمديد تفويض القوات التركية في ليبيا لعامين إضافيين، وفي خضم تطوير العلاقات العسكرية بين أنقرة وطرابلس. الحداد، الذي استُقبل بمراسم رسمية في 23 ديسمبر، التقى كبار المسؤولين الأتراك بما فيذلك رئيس الأركان ووزير الدفاع.
وكشفت التحقيقات الأولية أن الطائرة المستأجرة من شركة مالطية وصلت لارتفاع 32 ألفاً و475 قدماً قبل إرسال إشارة استغاثة وفقدان الاتصال نهائياً. عُثر على الحطام قرب قرية كسيك قاوك على بُعد 105 كيلومتراً من مطار إيسنبوغا، حيث باشرت النيابة العامة تحقيقاً موسعاً بإشراف أربعة مدعين عامين.
فراغ قيادي خطير: يترك رحيل الحداد فراغاً هائلاً في المؤسسة العسكرية الليبية التي كان يقودها منذ سبتمبر 2020. هذا القائد البالغ من العمر 58 عاماً، المولود في مصراته، لعب دوراً محورياً في الدفاع عن طرابلس ضد هجمات خليفة حفتر وفي جهود توحيد القوات المسلحة تحت إشراف الأمم المتحدة.
أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة الحداد الوطني ثلاثة أيام، فيما وصل وفد ليبي مكون من 22 شخصاً لمتابعة التحقيقات. وحذر برهان الدين دوران، رئيس دائرة الاتصال التركية، من تداول الشائعات ونظريات المؤامرة، مؤكداً ضرورة الاعتماد على البيانات الرسمية فقط.
