في اكتشاف مُتأخر بعد ساعات من البحث المضني، تمكنت فرق التحقيق التركية من استخراج الصندوق الأسود وجهاز تسجيل الأصوات من حطام طائرة القيادة الليبية العليا عند الساعة 2:45 و 3:20 فجراً، حاملين معهم أسرار العطل الكهربائي الذي حصد أرواح ثمانية أشخاص في 19 دقيقة قاتلة فقط.
المأساة التي هزت ليبيا بدأت كرحلة عادية عندما انطلقت طائرة داسو فالكون 50 من مطار إيسنبوغا بأنقرة في الساعة 17:17 بتوقيت غرينتش، حاملة رئيس الأركان الليبي محمد علي الحداد وقيادات عسكرية عليا متجهة لطرابلس، لكن القدر كان له رأي آخر.
خلال 16 دقيقة فقط من الطيران الطبيعي، تحولت الرحلة إلى كابوس عندما أبلغ الطيار عن عطل كهربائي مفاجئ في الساعة 17:33، طالباً هبوطاً اضطرارياً فورياً. مراقبة الحركة الجوية التركية استجابت بسرعة، موجهة الطائرة للعودة إلى مطار إيسنبوغا، لكن القدر كان أسرع.
في الساعة 17:36 - بعد ثلاث دقائق رعب فقط من إعلان الطوارئ - اختفت الطائرة من شاشات الرادار نهائياً قرب قرية كسيك كاواك جنوب العاصمة التركية، وانقطع كل اتصال مع عالم الأحياء. الحطام المتناثر حمل جثامين ثمانية أشخاص، بينهم أعلى القيادات العسكرية الليبية: رئيس الأركان، رئيس أركان القوات البرية، مدير التصنيع العسكري، ومستشار رئاسة الأركان.
وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا كشف تفاصيل البحث المضني في مؤتمر صحفي، مؤكداً أن فرق الإنقاذ عثرت على جهاز تسجيل الأصوات في ساعات الفجر الأولى، تلاه اكتشاف الصندوق الأسود بعد 35 دقيقة، والآن تجري عمليات فحص مكثفة لكشف أسرار العطل القاتل.
- 22 خبيراً ليبياً وصلوا الأربعاء لمعاينة الحطام، بينهم 5 من أقارب الضحايا
- الطائرة مستأجرة ومسجلة في مالطا، وسجلها التشغيلي سيخضع للفحص الشامل
- فرق البحث عملت في ظروف قاسية لساعات طويلة للعثور على الأجهزة الحيوية
المأساة تتكشف تدريجياً بينما تنتظر ليبيا إجابات عن سبب العطل الكهربائي المفاجئ الذي حوّل رحلة روتينية إلى فاجعة وطنية، فيما تواصل السلطات التركية والليبية تحقيقاتها المشتركة لكشف حقيقة ما حدث في تلك الدقائق القاتلة.
