في انفراج مدوي انتظره ملايين المشجعين حول العالم لـ 3 أشهر كاملة، أنهى عثمان ديمبلي صياماً تهديفياً دام 8 مباريات متتالية، ليقود باريس سان جيرمان لفوز عريض 4-0 على فاندي فونتني من الدرجة الخامسة في كأس فرنسا. النجم المغربي، حامل لقب أفضل لاعب في العالم، أثبت أن الكوابيس تنتهي والأحلام تولد من جديد في ليلة نانت الباردة التي احترقت بحرارة انتظار طال أكثر من اللازم.
أحمد المصري، مشجع سان جيرمان من القاهرة، عاش 8 أسابيع من الإحباط وهو يشاهد نجمه المفضل يضيع الفرص أمام المرمى، يروي لحظة الانفراج: "شاهدت الهدف وأنا أصرخ في منتصف الليل، كان شعوراً لا يوصف بعد كل هذا الانتظار". الرقم 8 - عدد المباريات بدون أهداف - تحول من كابوس يطارد أفضل لاعب في العالم إلى مجرد ذكرى مؤلمة انتهت بركلة جزاء متقنة هزت شباك الدرجة الخامسة وقلوب الملايين حول العالم.
الصيام التهديفي الذي بدأ منذ أكتوبر الماضي لم يكن مجرد رقم إحصائي، بل محنة نفسية حقيقية لنجم وصل لقمة العالم. كرونالدو واجه محنة مشابهة عام 2018 قبل أن ينفجر تهديفياً في المونديال، وميسي عاش نفس الكابوس في بداياته مع برشلونة. د. محمد الرياضي، محلل كرة القدم، أكد أن "الصيام التهديفي ظاهرة نفسية تصيب حتى أفضل اللاعبين، والمهم هو كيفية الخروج منها". الفارق بين فاندي فونتني وسان جيرمان - 4 مستويات كاملة - جعل المهمة تبدو سهلة، لكن الضغط النفسي حول المباراة إلى امتحان شخصي للنجم المغربي.
كريم الجزائري، لاعب شاب يحلم باللعب في سان جيرمان، رأى في عودة ديمبلي مصدر إلهام جديد: "إذا كان أفضل لاعب في العالم يمر بهذه المحن ويتجاوزها، فالأمل موجود دائماً". الليلة، ملايين المشجعين حول العالم ينامون مرتاحين بعد 3 أشهر من القلق، ومبيعات قمصان ديمبلي ترتفع بنسبة متوقعة تصل 200% خلال الأسبوع القادم. النقطة الواحدة التي تفصل سان جيرمان عن صدارة الدوري تبدو الآن أقرب من أي وقت مضى، والحلم بالثنائية الثالثة متتالية يعود ليضيء طريق العملاق الباريسي.
الصيام انتهى، الثقة عادت، والطريق للمجد مفتوح من جديد. ديمبلي أثبت أن النجوم الحقيقيين يولدون من رحم المعاناة، وأن أفضل لاعب في العالم لم يكن مجرد لقب، بل حقيقة ستتجدد مع كل هدف قادم. السؤال الآن: هل ستكون هذه بداية عصر ذهبي جديد لديمبلي، أم مجرد ومضة في ظلام كابوس لم ينته بعد؟
