في تطور صادم يغير وجه مصر العقاري، تصل قيمة الاستثمار في مبادرة "سكن لكل المصريين" إلى 90 مليار جنيه - رقم فلكي يعادل ميزانية 15 دولة عربية مجتمعة، بينما يترقب 651,837 أسرة مصرية فرصة العمر للحصول على سكن أحلامها خلال الأيام القليلة القادمة. الخبراء يحذرون: 37 ألف وحدة فقط متاحة هذا الأسبوع، والمنافسة ستكون ضارية، فهل تمتلك الشجاعة لخوض السباق؟
في اجتماع استراتيجي كشف المهندس شريف الشربيني ومي عبدالحميد عن الأرقام المذهلة: مليون و2,100 وحدة سكنية منجزة في إنجاز يشهد له التاريخ. "المبادرة حققت نجاحاً يفوق كل التوقعات"، تؤكد مي عبدالحميد، بينما تروي فاطمة السيد، ربة المنزل: "حصلت على شقة 90 متر بـ200 ألف جنيه فقط بدلاً من 800 ألف في السوق - كان الأمر كالحلم أصبح حقيقة". أصوات المطارق وآلات البناء تدق في مواقع المشروع، معلنة ميلاد مدن سكنية كاملة وسط الصحراء.
منذ انطلاقتها عام 2014، حولت هذه المبادرة الطموحة اليأس إلى أمل لمئات الآلاف من الأسر المصرية. أزمة الإسكان التي عانت منها البلاد لعقود، والتي فاقمها النمو السكاني المتزايد وارتفاع تكاليف المعيشة، تجد أخيراً حلاً جذرياً يضع مصر كـنموذج إقليمي رائد. "نتوقع تحقيق المليون وحدة خلال العامين القادمين"، يؤكد د. محمد عبدالعزيز، خبير التمويل العقاري، في إشارة لطموح لا يعرف المستحيل.
التأثير على الحياة اليومية للمواطنين أصبح ملموساً: راحة نفسية غير مسبوقة للأسر، انخفاض نسبي في أسعار الإيجارات، وتنشيط هائل للسوق العقاري. أحمد محمود، الموظف البنكي البالغ 35 عاماً والذي يبحث عن سكن منذ 8 سنوات، يقف في طوابير التسجيل وعلى وجهه ابتسامة الأمل المختلطة بالقلق: "راتبي لا يكفي للشقق العادية، هذه فرصتي الوحيدة". بينما يحذر د. أحمد العقاري، أستاذ التمويل العقاري: "هذه المبادرة غيّرت خريطة السكن في مصر نهائياً - من يفوتها يفوت قطار العمر".
مع تحول مصر إلى نموذج عربي يُحتذى في حل أزمة الإسكان، وبينما تمتد المشاريع الجديدة لتغطي مساحات تعادل مدناً بأكملها، تبقى الدعوة الأخيرة: سجل الآن قبل إغلاق باب التسجيل - فالمقاعد محدودة والفرصة لن تتكرر. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستكون من المحظوظين الذين يحجزون مقعدهم في هذا القطار التاريخي، أم ستبقى تراقب من بعيد وتندم سنوات طويلة؟