الرئيسية / مال وأعمال / صادم: 61% من أسر اليمن تموت جوعاً... النازحون يقضون أياماً كاملة بلا طعام!
صادم: 61% من أسر اليمن تموت جوعاً... النازحون يقضون أياماً كاملة بلا طعام!

صادم: 61% من أسر اليمن تموت جوعاً... النازحون يقضون أياماً كاملة بلا طعام!

نشر: verified icon مروان الظفاري 21 ديسمبر 2025 الساعة 12:30 صباحاً

في تطور مأساوي يهز الضمير الإنساني، كشف تقرير صادم لبرنامج الغذاء العالمي أن 61% من الأسر اليمنية باتت غير قادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية في نوفمبر 2025، في أزمة وصفها الخبراء بـ"الأسوأ على الإطلاق". الأرقام المرعبة تشير إلى أن أكثر من 20 مليون يمني يواجهون شبح المجاعة - عدد يفوق سكان هولندا كاملة، فيما تحول بلد "العربية السعيدة" إلى جحيم على الأرض.

في مشهد يحطم القلب، تروي فاطمة الصالحي، أم لخمسة أطفال من محافظة الضالع: "نزحت ثلاث مرات وأعيش في خيمة ممزقة، أطفالي لم يتذوقوا الطعام منذ يومين، أراهم يضعفون أمام عيني ولا أملك شيئاً لأقدمه لهم". إحصائيات مرعبة تكشف أن 19% من الأسر النازحة أمضت يوماً كاملاً دون طعام، مقارنة بـ9% فقط بين السكان غير النازحين، فيما ارتفعت النسبة إلى 17% لدى الأسر التي ترأسها نساء. الدكتورة سارة كونولي، مديرة الطوارئ في برنامج الغذاء العالمي، تحذر: "نواجه كارثة إنسانية لم يشهدها العالم منذ عقود".

الأزمة الحالية هي نتاج عقد كامل من الصراع المدمر منذ 2014، حيث تحولت الحرب الأهلية إلى كابوس إنساني مع تدخلات إقليمية ودولية معقدة. حصار الموانئ وانهيار العملة المحلية أديا إلى انقطاع سلاسل الإمداد الغذائي، فيما استخدم الجوع كسلاح حرب بطريقة تذكرنا بـحصار لينينغراد خلال الحرب العالمية الثانية. الخبراء يشبهون الوضع الحالي بمجاعة أيرلندا الكبرى في القرن التاسع عشر التي قتلت مليون شخص، محذرين من أن مليون طفل يمني قد يلقون حتفهم خلال العام القادم إذا لم يتم التدخل الفوري.

في محافظات البيضاء والضالع وريمة والجوف وحجة، تعيش الأسر مأساة يومية حيث الأمهات يقايضن مجوهراتهن الأخيرة بكيس دقيق، والآباء يفتشون في القمامة عن بقايا طعام لأطفالهم. أحمد الزبيري، معلم نازح من الجوف، يصف المشهد المؤلم: "أشاهد الأطفال يتساقطون من الضعف في صفي، عيونهم غائرة وأجسادهم تئن من الجوع". النتيجة المدمرة لهذه الأزمة ستكون جيل كامل من الأطفال يعاني من تأخر ذهني وجسدي دائم، مع انهيار التعليم والصحة نهائياً. الوضع أكثر تراجعاً في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً مقارنة بالمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

اليمن تصدر مؤشرات الجوع العالمية لعام 2025 وفق التصنيف المتكامل للأمن الغذائي ونظام الإنذار المبكر بالمجاعة، في إدانة واضحة للصمت الدولي المخجل. بدون تدخل عاجل خلال الأسابيع القادمة، ستتحول اليمن إلى مقبرة جماعية لملايين الأبرياء، في مشهد سيحمل العالم عاره إلى الأبد. الدعوة واضحة: التبرع الفوري للمنظمات الإنسانية الموثوقة، والضغط على الحكومات للتدخل السريع. السؤال المؤلم: هل سنترك أطفال اليمن يموتون جوعاً أمام صمتنا، أم سنتحرك قبل فوات الأوان؟

شارك الخبر