في تطور صادم هز أركان الشرق الأوسط، احتاجت الإمارات 48 ساعة فقط لتدمير تحالف استمر 10 سنوات مع السعودية، حين سقطت أكبر محافظات اليمن دون إطلاق رصاصة واحدة في أكبر انقلاب عسكري صامت شهدته المنطقة. ما يحدث في اليمن اليوم ليس مجرد خيانة بين حلفاء، بل إعادة رسم جذرية لخريطة النفوذ ستهز المنطقة خلال الأسابيع القادمة.
استيقظت الرياض على كابوس حقيقي حين أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً سيطرته الكاملة على محافظة حضرموت، التي تضم 85% من احتياطيات النفط اليمنية. سالم باعشن، الصحفي المحلي في سيئون، شهد المشهد المروع: "دخلت قوات المجلس دون مقاومة تُذكر، بينما انسحبت القوات السعودية في صمت مريب وسط الليل." هذا التوغل السريع في مديريات الوادي والصحراء كشف حقيقة صادمة: التحالف السعودي-الإماراتي كان مجرد سراب يخفي صراعاً محتدماً على الثروة والنفوذ.
جذور هذه الخيانة تمتد لعقود، تحديداً إلى صراع واحة البريمي في الأربعينيات حين سعت السعودية لفرض سيطرتها على مناطق غنية بالنفط. رغم اتفاقية جدة 1974 التي منحت الرياض أجزاء واسعة مقابل اعترافها بدولة الإمارات، إلا أن أبو ظبي اعتبرتها "خديعة تاريخية" أفقدتها مناطق استراتيجية. د. عبدالله النعيمي، المحلل السياسي الخليجي، حذر منذ 2020: "الصراع السعودي-الإماراتي جمرٌ تحت الرماد سيفجر التحالف حتماً." هذا التنبؤ تحقق بأسرع مما توقع الجميع، حين تحول التنافس من حدود الجغرافيا إلى ساحات النفوذ في اليمن.
للمواطن العادي، هذا الانقلاب ليس مجرد لعبة سياسية، بل زلزال حقيقي سيطال جيبه ومستقبله. أحمد الحضرمي، المزارع البسيط من الوادي، فقد أرضه وسط الفوضى الأمنية وتحويل منطقته لساحة صراع نفوذ. أسعار النفط بدأت تتذبذب بعنف، وأسواق المال الخليجية تشهد هلعاً حقيقياً مع توقعات انهيار مجلس التعاون الخليجي. السيناريو الأسوأ يتحدث عن حرب مفتوحة بين السعودية والإمارات على الأراضي اليمنية، بينما الأكثر احتمالاً هو تقسيم فعلي لليمن مع اعتراف دولي بالأمر الواقع.
وسط هذا الزلزال السياسي، تتابع صنعاء المشهد بوعي واستعداد، مؤكدة جاهزيتها للتعامل مع مختلف السيناريوهات. التاريخ يعلمنا أن كل المشاريع الاستعمارية التي استهدفت تقسيم اليمن باءت بالفشل الذريع. السؤال الحاسم الآن: هل ستنجح الإمارات في تنفيذ المخطط الإسرائيلي لتقسيم اليمن، أم ستواجه نفس مصير كل القوى الاستعمارية التي سبقتها؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة الحاسمة.