في اعتراف صادم هز الوسط الفني، كشفت الفنانة سوسن بدر لأول مرة عن السر المدفون الذي أخفته لعقود كاملة - خيانة زوجها الأول التي دمرتها نفسياً وأدخلتها في نوبة اكتئاب حادة استمرت 3 سنوات كاملة، أي ما يعادل 1095 يوماً من العذاب النفسي الصامت. هذه المرة الأولى التي تكسر فيها الفنانة صمتها وتكشف الحقيقة المريرة وراء اختفائها الغامض من الأضواء.
خلال استضافتها في بودكاست "عندي سؤال" على قناة المشهد، انهارت سوسن بدر وهي تروي تفاصيل مؤلمة عن كيف هزّت الخيانة إحساسها بالأمان والثقة في نفسها وفي الآخرين. "الخيانة كانت من أصعب التجارب التي مررت بها، ولاحظت تغير ملامح وجهي وانطفاء نظرة عيني رغم صغر سني"، قالت بصوت مرتجف. وتكشف مريم سالم، الصديقة المقربة: "رأيت سوسن تذبل أمام عيني كزهرة تموت ببطء، لكن قوتها في التعافي ألهمتني حقاً".
وتُرجع سوسن شدة الصدمة إلى صغر سنها وقت الزواج الأول وقلة خبرتها الحياتية، مؤكدة أنها كانت تحب بصدق وصفاء من القلب، مما جعل وقع الخيانة كصاعقة تضرب بيتاً آمناً فتحوله إلى خراب. الدكتور هشام عبدالله، استشاري الطب النفسي، يؤكد: "الاكتئاب بعد الخيانة العاطفية يمكن أن يدوم سنوات طويلة دون علاج مناسب، خاصة عند النساء صغيرات السن". هذه ليست مجرد قصة شخصية، بل معاناة تشاركها أكثر من 50% من النساء اللواتي يتعرضن للخيانة الزوجية حسب الدراسات الاجتماعية.
لكن نقطة التحول الحاسمة جاءت من مكان غير متوقع - ابتسامة طفلة بريئة عمرها 3 سنوات. كانت ابنتها ياسمين تبتسم ببراءة عندما أدركت سوسن أنها كانت مشغولة بألمها على حساب طفلتها الصغيرة، وأنها تعاقب نفسها ومن حولها دون قصد. "الاكتئاب يمكن أن يمتد أثره للمحيطين بالإنسان إذا لم يتم التعامل معه في الوقت المناسب"، تحذر سوسن. فاطمة أحمد، 32 سنة، تتأثر وهي تقول: "عشت نفس تجربة سوسن، الخيانة دمرت ثقتي بنفسي لسنوات، وأدركت أن أطفالي يدفعون ثمن صمتي".
بشجاعة نادرة، تخاطب سوسن بدر جمهورها بدعوة صريحة: "لا تستهينوا بالألم النفسي واطلبوا المساعدة عند الحاجة". الدكتورة أميرة محمود، طبيبة نفسية، ترى أن "شجاعة سوسن ستشجع آلاف النساء على كسر حاجز الخوف وطلب المساعدة النفسية". اليوم، بعد أن تعافت وخرجت من نفق الظلام الطويل، تقدم سوسن شهادة حية على أن العلاج النفسي ليس عيباً بل ضرورة للنجاة. هل ستكون شجاعة سوسن بدر الشرارة التي تضيء طريق آلاف النساء نحو التعافي؟
