في تطور اقتصادي صادم هز أركان اليمن، فقد الريال اليمني 6000 نقطة إضافية أمام الذهب خلال 48 ساعة فقط، مسجلاً أرقاماً جنونية لم تشهدها البلاد من قبل. الحقيقة المذهلة أن جرام ذهب واحد في عدن أصبح يساوي راتب موظف في صنعاء لثلاثة أشهر كاملة! الخبراء يحذرون: كل ساعة تمر دون تصرف تعني خسارة 125 ريال من قيمة مدخراتك، في مشهد يصفه التجار بأنه "تسونامي اقتصادي حقيقي".
التفاصيل الكاملة تكشف عن كارثة مالية تضرب قلب الاقتصاد اليمني، حيث وصل سعر الجنيه الذهبي في عدن إلى 1.56 مليون ريال، بينما سجل في صنعاء 515 ألف ريال - فارق يبلغ 203% بين شطري البلاد! أبو عبدالله، تاجر ذهب من عدن، يروي بصدمة: "في 30 عاماً من التجارة، لم أشهد ارتفاعاً بهذا الجنون. الزبائن يدخلون بمبلغ معين ويخرجون دون شراء شيء لأن السعر ارتفع أثناء تفكيرهم!" الأصوات المتصاعدة في أسواق الصاغة تحكي قصة رعب حقيقية، حيث تُمحى لوحات الأسعار وتُعاد كتابتها كل ساعات قليلة.
الخلفية التاريخية للأزمة تُظهر سلسلة انهيارات متتالية بدأت منذ نوفمبر الماضي، عندما سجل الذهب ارتفاعاً شهرياً بقيمة 45,000 ريال في عدن و34,000 ريال في صنعاء. د. أحمد الحكيمي، خبير اقتصادي، يحذر قائلاً: "نحن أمام انهيار منهجي للعملة المحلية يذكرنا بأزمة زيمبابوي في العقد الماضي". العوامل المؤثرة متعددة: انقسام البلاد اقتصادياً، التضخم المتسارع، وضعف الاحتياطات الحكومية، مما خلق مقارنة صادمة حيث أصبح جرام الذهب بثمن سيارة صغيرة مستعملة قبل سنوات قليلة.
التأثير على الحياة اليومية للمواطنين يرسم صورة مأساوية، حيث تحكي أم محمد من صنعاء: "كنت أدخر لشراء أساور لابنتها في خطوبتها، لكن المبلغ المُدخر طيلة عامين لم يعد يكفي حتى لجرام واحد". النتائج المتوقعة تشير إلى تآكل كامل للطبقة المتوسطة وتأجيل جماعي للمناسبات الاجتماعية. سالم المطري، زائر لسوق الذهب، يصف صدمته: "دخلت السوق وأنا أحمل مليون ريال، اكتشفت أنها تكفي فقط لشراء 5 جرامات، بينما كانت تشتري 50 جراماً العام الماضي". التوتر في أيدي المتسوقين وثقل أكياس النقود المطلوبة يعكس حجم الكارثة الصامتة.
الأرقام تتحدث عن كارثة حقيقية: ارتفاع 203% بين المناطق، و125 ريال خسارة كل ساعة. التوقعات تشير إلى مزيد من التدهور ما لم تتدخل الحكومات بحلول عاجلة لتوحيد العملة وضبط التضخم. الخبراء ينصحون بـتنويع المدخرات فوراً وتجنب الاستثمار بكامل المدخرات في الذهب. السؤال المصيري الذي يطرح نفسه: هل سيشهد اليمن انهياراً كاملاً للعملة المحلية ووصول الجنيه إلى 3 مليون ريال، أم أن هناك بارقة أمل في الأفق قبل فوات الأوان؟