في تطور استراتيجي مفصلي، يشهد صعيد مصر أكبر عملية تطوير للبنية التحتية منذ عقود، حيث تتقدم 3 مشروعات طرق حيوية بطول إجمالي 240 كيلومتراً في قنا بوتيرة متسارعة، فيما أعلن المحافظ حالة طوارئ لتأمين طريق قنا-الأقصر الزراعي خلال 48 ساعة فقط. الخبراء يؤكدون: هذه المشروعات ستقلل زمن السفر بنسبة 40% وتنقذ مئات الأرواح سنوياً.
خلال اجتماع موسع استثنائي، كشف الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا عن خطة طوارئ شاملة لتأمين طريق قنا-الأقصر الزراعي، مع تكليف فرق متخصصة بتطهير قطاع بطول 10 كيلومترات من البياضية حتى كرم عمران. وفي إنجاز لافت، تم الانتهاء من 57 كيلومتراً من أصل 90 في طريق قفط-القصير الاستراتيجي، بنسبة إنجاز تقارب 63%. "ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز عوامل الأمان" - هذا ما أكده المحافظ أمام حشد من المسؤولين، بينما يروي أحمد السائق، 35 سنة: "تعرضت لحادث مروع على الطريق الزراعي بسبب ضعف الإنارة ليلاً، هذه المشروعات ستنقذ عائلات كثيرة."
تكشف الوثائق الرسمية أن هذه المشروعات جزء من رؤية طموحة بدأت منذ 2014 لتحويل قنا إلى محور نقل إقليمي يربط الصعيد بالبحر الأحمر. المهندس محمد حسن، مدير مشروع ازدواج الطريق الصحراوي الذي يعمل على مدار الساعة، يؤكد أن 30 كيلومتراً من الطبقة السطحية النهائية تم إنجازها من أصل 50، بنسبة 60%. وبحسب د. أحمد الطرقي، استشاري هندسة الطرق: "هذه المشروعات ستقلل زمن السفر بنسبة 40% وتحول المنطقة لمركز جذب استثماري."
على أرض الواقع، تشهد الطرق تحولاً جذرياً يلمسه المواطنون يومياً. حسام التاجر، الذي يستخدم طريق قفط-القصير لنقل البضائع، يصف التغيير: "أصبحت أشعر بالأمان أكثر، والطريق الجديد يوفر علي ساعات من السفر." المشروعات الثلاثة ستؤثر مباشرة على حياة مليوني مواطن، وتفتح فرصاً استثمارية جديدة في قطاع النقل والخدمات. كما ستشهد المنطقة نمواً سياحياً ملحوظاً بفضل تحسن إمكانية الوصول للمواقع الأثرية في الأقصر والمنتجعات في البحر الأحمر.
مع اقتراب 2024، تبدو قنا على موعد مع نقلة تاريخية ستجعلها النموذج الجديد لتطوير البنية التحتية في صعيد مصر. المشروعات الثلاثة بأطوالها البالغة 240 كيلومتراً والخطة الأمنية الشاملة تعد بمستقبل أكثر أماناً وازدهاراً. على المواطنين الآن متابعة تعليمات المرور الجديدة والاستفادة من هذه الطفرة التنموية. السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستنجح قنا في ترسيخ مكانتها كبوابة الصعيد الجديدة، أم أن التحديات التنفيذية ستحول دون تحقيق هذا الحلم التنموي الطموح؟