الرئيسية / محليات / خبر سار لهذه الفئة من موظفين صنعاء.. الإعلان عن بدء صرف رواتب في هذا التاريخ!
خبر سار لهذه الفئة من موظفين صنعاء.. الإعلان عن بدء صرف رواتب في هذا التاريخ!

خبر سار لهذه الفئة من موظفين صنعاء.. الإعلان عن بدء صرف رواتب في هذا التاريخ!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 20 ديسمبر 2025 الساعة 05:05 مساءاً

بعد 3,650 يوماً من الانتظار المؤلم، انتهت أخيراً معاناة عقد كامل من الزمن، حين أعلنت وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي في صنعاء عن بدء صرف مرتبات الإداريين التربويين لشهر أكتوبر 2025. بعد عقد كامل، يسمع صوت الفرح مرة أخرى في مدارس صنعاء، فيما تشهد الساعات القادمة تدفقاً كبيراً على مكاتب البريد اليمني في جميع المناطق، حاملة معها أملاً جديداً لأكثر من 150,000 إداري تربوي ذاقوا مرارة الحرمان طوال سنوات الحرب.

تتدفق الحشود أمام مكاتب البريد اليمني، وعلى الوجوه ابتسامات الارتياح بعد انتظار طال أكثر من اللازم. أحمد المطري، مدير مدرسة يبلغ من العمر 45 عاماً، لم يتقاضَ راتباً منتظماً منذ 2015، يقول وهو يرتعش من الفرح: "لم أصدق الخبر في البداية، ظننت أنه مجرد وهم كالعادة". الأستاذة فاطمة الحمادي، الكاتبة الإدارية التي استمرت في عملها رغم كل الصعاب، تضيف: "اليوم أشعر أن كرامتي كمربية عادت أخيراً". هذه الخطوة تأتي ضمن جهود تهدف لتخفيف الأعباء المعيشية على العاملين في قطاع حيوي يعتبر عماد مستقبل الأجيال.

تعود جذور هذه المعاناة إلى عام 2015، حين انقطعت الرواتب بسبب الحرب والأزمة الاقتصادية الطاحنة، تاركة آلاف الأسر التربوية تصارع من أجل البقاء. كآخر راتب تم صرفه في عهد الرئيس السابق هادي، بدا هذا القرار كالمطر بعد قحط طويل، يروي الأرض العطشى. د. محمد الشامي، الخبير التربوي، يؤكد: "هذه بداية واعدة لكن تحتاج ضمانات استمرارية"، مشيراً إلى أن عدد الأيام المنتظرة يفوق عدد أيام السنوات الثلاث مجتمعة. السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستكون هذه المرة مختلفة عن المحاولات السابقة التي فشلت أو لم تستمر؟

الآثار الفورية لهذا القرار لا تقتصر على الجانب المالي فحسب، بل تمتد لتشمل تحسناً فورياً في الأوضاع المعيشية لآلاف الأسر التي عاشت سنوات الحرمان. خالد السنباني، ولي أمر لثلاثة أطفال، يعبر عن سعادته: "أخيراً سأرى ابتسامة الارتياح على وجه معلم ابني". المؤشرات الأولية تشير إلى تحسن متوقع في الأداء التعليمي وزيادة في حضور الطلاب، فيما تحذر الأصوات الحكيمة من ضرورة التخطيط المالي بحكمة وعدم الاعتماد كلياً على هذا المصدر. كالبلسم الشافي لجراح عمرها عقد من الزمن، يحمل هذا القرار أملاً جديداً لقطاع يعتبر حجر الأساس في بناء المجتمع.

بعد عقد كامل من الصمود والتضحية، تعود الكرامة المهنية للتربويين، حاملة معها أملاً جديداً لمستقبل التعليم في اليمن. الخطوة الإيجابية تحتاج اليوم إلى ضمانات استمرارية من السلطات، فيما على التربويين الاستفادة القصوى من هذه الفرصة الذهبية. السؤال الذي يحير الجميع: الأمل عاد، لكن هل سيدوم هذه المرة؟

شارك الخبر