في تطور يهز أركان التطوير العمراني في المملكة، تستعد 15,000 عائلة سعودية في حي المحاميد بجدة لتحول جذري سيغير حياتها إلى الأبد خلال العام المصيري 2025. حي كامل سيختفي من الوجود خلال 36 شهراً فقط ليولد من جديده كنموذج عمراني عالمي، في ثورة حضرية حقيقية تقدر تكلفتها بـ5 مليارات ريال، مما يجعل كل يوم تأخير خسارة لفرصة تاريخية لن تتكرر.
"هذا المشروع سيغير وجه جدة إلى الأبد ويجعلها مدينة عالمية بمعايير القرن الـ21"، يؤكد د. سعد البناء، أستاذ التخطيط العمراني، بينما تعيش أم محمد البالغة من العمر 55 عاماً، والتي تقطن الحي منذ 30 عاماً، لحظات مصيرية وهي تشاهد المعدات الثقيلة تحيط بمنزلها المتواضع. صوت الهدم والبناء يملأ الأجواء، بينما تختلط رائحة الأسمنت والتراب مع دموع الحنين للماضي وأحلام المستقبل، في مساحة تطوير هائلة تعادل 50 ملعب كرة قدم.
مثل إعادة بناء لندن بعد الحريق الكبير في 1666، تعيد جدة كتابة تاريخها العمراني من جديد، حيث نما حي المحاميد عشوائياً لأكثر من 40 عاماً دون تخطيط منظم، ليصبح شاهداً على التوسع السكاني السريع الذي شهدته المملكة. ضمن رؤية 2030 الطموحة، جاء قرار التطوير ليس فقط كضرورة عمرانية، بل كخطوة جريئة نحو مستقبل حضري مختلف تماماً. "مثل مشاريع التطوير الناجحة في دبي وسنغافورة، السعودية تعيد تشكيل مدنها"، يقول المهندس أحمد العمراني، خبير التطوير الحضري المشرف على المشروع.
من البحث المرهق عن مكان لركن السيارة إلى خدمات متكاملة في متناول اليد - هكذا سيتحول يوم السكان العادي بعد اكتمال المشروع. خالد المحاميدي، الشاب الذي ولد ونشأ في الحي، يعيش تناقض المشاعر: "قلبي متعلق بكل زقاق هنا، لكن عقلي متحمس للمستقبل". الخبراء يتوقعون ارتفاعاً جنونياً في قيم العقارات المجاورة بنسبة تصل إلى 300%، بينما يحذر المختصون السكان من ضرورة الاستعداد المبكر، والمستثمرين من تفويت هذه الفرصة الذهبية التي قد لا تتكرر.
التحول من حي شعبي إلى نموذج عمراني عالمي خلال أقل من 3 سنوات يلخص طموح المملكة اللامحدود في إعادة تشكيل مستقبلها الحضري. جدة 2030 ستكون مختلفة تماماً - مدينة عالمية بروح سعودية أصيلة، حيث يصبح حي المحاميد الجديد شاهداً حياً على قدرة الرؤية والإرادة على صنع المعجزات. الوقت الآن للمشاركة في هذا التحول التاريخي - السؤال ليس 'هل سينجح المشروع؟' بل 'هل أنت مستعد لجدة الجديدة؟'