18 شهرًا... هذا هو عمر الجفاف الذي يعيش فيه عملاق ميلان، في أسوأ فتراته منذ عقود. ميختريان يعترف أخيراً بجريمة كروية كاملة: إهدار الفرص قتل إنتر، والنتيجة كارثية - وداع مؤلم للسوبر الإيطالي أمام بولونيا المتواضع. الخطر الحقيقي يهدد الآن مصير أحد أعرق الأندية في التاريخ، والتساؤل الصادم: هل بدأ عصر الانحدار الفعلي؟
السقوط كان مؤلماً ومذلاً بركلات الترجيح 3-2، بعد تعادل مخادع 1-1 في الوقت الأصلي أخفى حقيقة صادمة: إنتر خلق فرصاً ذهبية كافية لحسم عشر مباريات، لكنه أضاعها جميعاً. "كان يجب أن نحسم المباراة مبكراً عندما سنحت لنا فرص التسجيل"، صرح ميختريان بمرارة واضحة. ماركو، مشجع إنتر من ميلان، شاهد الهزيمة في مقهى شعبي وترك المكان صامتاً: "رأيت أحلام الموسم تنهار مع كل ركلة ترجيح ضائعة".
اللعنة تتكرر بوضوح مخيف - نفس السيناريو المؤلم الذي حطم أحلام إنتر أمام أتلتيكو مدريد يعود ليطارد النيراتزوري مجدداً. "لم نتمكن من استغلال فرصنا، تماماً كما حدث أمام أتلتيكو"، أكد النجم الأرميني، كاشفاً عن مرض مزمن يفتك بالفريق. د. أنتونيو روسي، المحلل التكتيكي، حذر من أن "المشكلة نفسية أكثر منها فنية - إنتر فقد القدرة على الحسم في اللحظات المصيرية".
التأثير يتجاوز حدود الملعب ليصل لحياة ملايين المشجعين حول العالم. الثقة تتآكل، والضغوط تتزايد مع اقتراب مباريات الدوري الحاسمة ودوري الأبطال. جوليا، الصحفية الرياضية، روت مشهداً مؤثراً: "رأيت دموع اللاعبين في نفق الملعب، والصمت كان يقول كل شيء". بولونيا، الذي يحتفل بإنجاز تاريخي، يثبت أن كرة القدم "11 ضد 11" كما قال ميختريان، لكن الحقيقة المرة أن إنتر يلعب ضد أشباح ماضيه.
الجفاف يمتد لـ18 شهراً، وإنتر يقف على مفترق طرق خطير. التحدي الحقيقي ليس فقط في العودة للانتصارات، بل في كسر الحاجز النفسي الذي يمنعه من حسم المباريات المصيرية. العمل مع مختص نفسي وتدريبات إضافية على ركلات الترجيح باتت ضرورة حتمية، وإلا فإن الأسوأ قادم لا محالة. هل سينهض العملاق من عثرته، أم أن "لعنة أتلتيكو" ستدفن أحلام البطولات للأبد؟
