في كشف ديني مذهل، يحصل المؤمن الذي يصلي على الميت في الطقس السيء على أجر يعادل حجم جبل أحد، بينما من يتبع الجنازة حتى الدفن ينال أجراً كجبلين عظيمين. الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، يؤكد أن المشقة تضاعف الثواب، مشيراً إلى أن الصلاة على الميت واتباع الجنازة حق لا يسقط بالمطر والوحل.
أحمد محمود، مؤمن من القاهرة، واجه تحدياً حقيقياً عندما هطل المطر الغزير يوم جنازة جاره. "شعرت بالحيرة، هل أتحدى الطين والبرد أم أبقى في المنزل؟" يروي أحمد. جاءت الإجابة الشافية من مفتي الجمهورية الذي أكد أن "الأجر والثواب الحاصل من العبادات يزداد في حال المشقة أكثر منه في حال التيسير". الأرقام مذهلة: قيراطان من الأجر كجبلين عظيمين لمن يتبع الجنازة حتى النهاية، وقيراط واحد كجبل أحد لمن يصلي فقط.
التأصيل الشرعي لهذه الفتوى يعود لحديث نبوي شريف رواه أبو هريرة، حيث قال الرسول: "مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيُفْرَغَ مِنْ دَفْنِهَا، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ مِنَ الأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ". الحافظ ابن حجر العسقلاني فسر هذا التشبيه بأنه "تعظيم للثواب بأعظم الجبال خلقاً وأكثرها إلى النفوس المؤمنة حباً". هذا التأصيل التاريخي يؤكد أن التضحية في سبيل الواجبات الدينية ليست جديدة، بل هي سنة متبعة منذ عهد النبوة.
التطبيق العملي لهذه الفتوى سيغير من مفهوم المؤمنين للواجبات الدينية في الظروف الصعبة. خبراء الشريعة يتوقعون زيادة في المشاركة بالجنائز حتى في أسوأ الأحوال الجوية، مما سيقوي الروابط الاجتماعية. لكن التحدي يكمن في التوازن بين أداء الواجب الديني والمحافظة على الصحة الشخصية. المؤمن الحكيم سيجد الطريقة المثلى لتطبيق هذا الحكم دون تعريض نفسه لمخاطر صحية جدية، بينما يحرص على نيل الأجر المضاعف.
هذه الفتوى تذكرنا بأن الإيمان الحق يُختبر في أصعب اللحظات، وأن المشقة ليست عائقاً بل طريق لمضاعفة الثواب. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سنكون من الذين يفوتون أجراً عظيماً بسبب قطرات المطر، أم من الذين يتحدون العواصف لينالوا ثواباً كالجبال العظيمة؟