في تطور صادم يفضح ازدواجية المعايير العالمية، كشفت مصر عن استضافتها لـ 9 ملايين مهاجر ولاجئ - رقم يفوق تعداد النمسا وسويسرا مجتمعتين - يعيشون بحرية كاملة دون أي مخيمات مغلقة، بينما تحتجز أوروبا المهاجرين خلف الأسوار الشائكة. في لحظة يتعرض فيها الضمير العالمي لاختبار حقيقي، تقدم مصر نموذجاً ثورياً للمواطنة الإنسانية يتحدى كل النظريات السياسية الباردة.
المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري يكشف النقاب عن أكبر تجربة إنسانية في العالم العربي، حيث يتمتع 9 ملايين إنسان بحرية حركة كاملة 100% داخل الأراضي المصرية، مع وصول كامل للخدمات الصحية والتعليمية. "كرامة المهاجر ليست محل تفاوض أو رهينة لتقلبات السياسة الدولية" - يؤكد المجلس في بيان تاريخي. فاطمة الصومالية، مهاجرة تدرس الطب في جامعة القاهرة وتعمل في عيادة شعبية، تجسد قصة نجاح تتكرر آلاف المرات يومياً في شوارع مصر التي تعج بوجوه من كل القارات.
هذا النموذج الاستثنائي يستند إلى تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، من استقبال يوسف عليه السلام وبني إسرائيل في مصر القديمة، إلى احتضان ملايين المهاجرين اليوم. بينما تفشل السياسات الأمنية البحتة في حل أزمة الهجرة العالمية، تثبت مصر أن الاستثمار في المهاجر هو استثمار في التنمية والسلم الدولي كما يؤكد السفير د. محمود كارم رئيس المجلس. مقارنة صادمة تظهر أن مساحة الحرية التي يتمتع بها مهاجر واحد في مصر تفوق مساحة مخيم لاجئين كامل في أوروبا.
التأثير يتجاوز الأرقام ليصل إلى النسيج الاجتماعي نفسه، حيث يصف محمد المصري، مدرس في مدرسة حكومية: "أطفال المهاجرين يثرون الفصل بثقافات متنوعة، رائحة الطعام الإثيوبي تختلط مع الطعام المصري في الأحياء الشعبية". هذا النجاح يضع مصر في موقع قيادي لحقوق الإنسان عالمياً، بينما تواجه تحدياً مالياً ولوجستياً ضخماً. النتيجة المتوقعة: ضغط دولي متزايد على الدول الأوروبية لمراجعة سياساتها المخزية، مع صمت مريب من عواصم كانت تتباهى بحضارتها الإنسانية.
مصر تثبت أن الكرامة الإنسانية أهم من الحسابات السياسية الضيقة، وأن النموذج الحضاري الحقيقي يُقاس بكيفية معاملة الضعفاء والمحتاجين. العالم اليوم أمام خيارين واضحين: تبني النموذج المصري الإنساني أو الاستمرار في سياسات الإقصاء التي تجرد البشر من آدميتهم. السؤال الذي يحرق الضمير العالمي: هل سيكون العالم بقدر مسؤوليته الأخلاقية أم سيترك مصر وحيدة تحمل هذا العبء الإنساني النبيل؟