في تطور صادم هز الأسواق التجارية العربية، سجلت الصادرات المصرية غير البترولية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة قفزة جنونية وصلت إلى 131% خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من 2025، لتصل قيمتها إلى 6 مليار و580 مليون دولار مقارنة بـ 2 مليار و845 مليون دولار في نفس الفترة من العام الماضي. في كل ثانية تعبر فيها منتجات مصرية بقيمة 750 دولار الحدود متجهة للإمارات، بينما المصانع المصرية تعمل بطاقتها القصوى لتلبية طلب لا يتوقف.
أحمد العتر، أحد كبار المصدرين المصريين للسوق الإماراتية، يروي قصة نجاحه المذهلة: "ضاعفت أرباحي ثلاث مرات هذا العام، السوق الإماراتية تستوعب كل شيء جيد ونوعي". ووفقاً لبيان وزارة الاستثمار المصرية، فإن هذا الرقم المذهل يعني أن الإمارات تصدرت قائمة أكبر الأسواق المستقبلة للصادرات المصرية، متفوقة على تركيا التي حققت نمواً متواضعاً بنسبة 1% فقط لتصل إلى 2 مليار و949 مليون دولار. فاطمة حسين، موظفة في إحدى شركات التصدير، تصف الوضع قائلة: "نعمل ساعات إضافية لتلبية طلبات الإمارات، الطلب مجنون!"
خلف هذه الأرقام الصاعقة تقف سنوات من الإصلاح الاقتصادي المصري التي بدأت منذ 2016، حيث نجحت مصر في استقرار عملتها وتحسين جودة منتجاتها لتلبية المعايير الخليجية الصارمة. د. سامر رضوان، خبير التجارة الدولية، يؤكد أن "هذا النمو مؤشر على قوة الاقتصاد المصري وثقة الشركاء التجاريين". وبينما حققت إيطاليا نمواً لافتاً بنسبة 29% والولايات المتحدة 21%، شهدت الصادرات للمملكة العربية السعودية انخفاضاً بنسبة 11% إلى 2 مليار و755 مليون دولار، ما يعكس ديناميكية معقدة في خريطة التجارة الإقليمية.
هذا الانفجار التجاري لا يقتصر تأثيره على الأرقام الباردة، بل يمتد إلى ملايين الأسر المصرية التي ستشهد تحسناً في دخولها مع زيادة فرص العمل في المصانع والموانئ. الخبراء يحذرون من ضرورة تنويع الأسواق لتجنب الاعتماد المفرط على سوق واحدة، بينما يرون فرصاً ذهبية للمستثمرين الراغبين في دخول قطاعات التصدير. من جانب آخر، يعبر محمد الشامي، مصدر للسعودية، عن قلقه قائلاً: "خسرت 20% من عملائي بعد انخفاض الطلب، السوق السعودية تغيرت والمنافسة صعبت". المؤشرات تشير إلى أن مصر تعيد تموضعها كقوة تجارية إقليمية، والأرقام المتوقعة للعام القادم قد تحمل مفاجآت أكبر.
في عالم تتسارع فيه التغيرات الاقتصادية، تثبت مصر أن الإرادة والإصلاح يصنعان المعجزات. هذه القفزة التاريخية من 2.8 إلى 6.6 مليار دولار ليست مجرد أرقام، بل قصة نجاح تكتبها أيادي مصرية عاملة وعقول مبدعة. السؤال الآن ليس هل ستستمر هذه الطفرة، بل كم ستبلغ ذروتها في الأشهر القادمة؟ الفرصة أمام كل مستثمر ومصدر مصري اليوم، والسوق الإماراتية تنتظر المزيد من الإبداع المصري.