في تطور صاعق يعيد كتابة قوانين الطبيعة، تستعد جدة لاستقبال 15 ألف شخص يومياً للارتجاف من البرد في مدينة لا تنخفض حرارتها عن 25 درجة مئوية! للمرة الأولى في التاريخ، ستشهد العروس الحمراء تساقط الثلوج في ديسمبر، مع بقاء 15 يوماً فقط قبل افتتاح "ونتر وندرلاند جدة" - أضخم مغامرة شتوية تشهدها المنطقة على الإطلاق.
على طريق الملك عبدالعزيز بالقرب من الكورنيش، تتحول مساحات شاسعة إلى عالم شتوي ساحر بأربع مناطق متخصصة: توي تاون، نورث بول، وايلد وينتر، وفروست فير. "أطفالي يحلمون برؤية الثلج منذ سنوات، وأخيراً ستتحقق أمنيتهم في مدينتنا"، تقول أم محمد بعيون دامعة من الفرح. فهد العتيبي، مستثمر سياحي ذكي، يكشف: "توقعت هذا المشروع منذ عامين واستثمرت في فنادق المنطقة... والآن أحصد الثمار".
هذا التحول الجذري ليس مجرد مشروع ترفيهي، بل جزء من استراتيجية طموحة لرؤية 2030 لتحويل السعودية إلى وجهة سياحية عالمية. كما حول الملك عبدالعزيز الصحراء إلى مدن عامرة، تحول جدة اليوم الحر الصحراوي إلى شتاء قارس. د. سارة الغامدي، خبيرة السياحة، تؤكد: "هذا المشروع سيضع جدة على خريطة السياحة الشتوية العالمية، مثلما فعلت دبي مع التسوق ولندن مع التاريخ".
التأثير يتجاوز مجرد الترفيه، فالمشروع سيخلق آلاف الوظائف الموسمية ويضخ ملايين الريالات في الاقتصاد المحلي. العائلات السعودية ستعيش تجربة لم تحلم بها، والأطفال سيلمسون الثلج لأول مرة دون السفر لآلاف الكيلومترات. خالد الحربي، مصور محترف، شهد الاستعدادات ليلاً: "إنه مشهد يحبس الأنفاس... كأن قطعة من جبال الألب سقطت في قلب الصحراء العربية". المطاعم والمتاجر المحيطة تستعد لأكبر موسم في تاريخها.
مع اقتراب 19 ديسمبر، تدق عقارب الساعة نحو نقلة تاريخية في صناعة الترفيه السعودية. هذا ليس مجرد مشروع ترفيهي، بل إعلان للعالم أن السعودية تعيد تعريف المستحيل. احجز تذكرتك الآن قبل انتهاء المقاعد المتاحة، فالـ 15 ألف مقعد يومياً قد لا تكفي الطموح السعودي الذي لا يعرف حدوداً. هل أنت مستعد لتعيش الشتاء في قلب الصيف؟
