في تطور مفاجئ هز مرتفعات العاصمة اليمنية، تحولت منطقة جبل عيبان جنوب غرب صنعاء إلى منطقة ضبابية مجمدة خلال ساعات قليلة، حيث السحب المنخفضة حولت النهار إلى شبه ليل في قلب النهار. موجة برد قاسية تضرب المنطقة الآن مع انخفاض درجات الحرارة بأكثر من 10 درجات مئوية، والأسوأ قادم حسب تحذيرات خبراء الطقس.
تجتاح موجة باردة مفاجئة منطقة جبل عيبان مصحوبة بضباب كثيف يحد الرؤية إلى أقل من 50 متراً، ورياح نشطة تصل سرعتها إلى 40 كيلومتر في الساعة تزيد من وطأة البرد القارس. أحمد المحطوري، مزارع من المنطقة، يروي تجربته المرعبة: "استيقظت على صوت الرياح القوية والمطر يطرق نوافذ البيت، الأجواء أشبه بفيلم رعب، لا نستطيع رؤية أي شيء خارج النوافذ." المواطنون محاصرون داخل منازلهم، والأعمال متوقفة، وهناك قلق شديد على كبار السن والأطفال.
تشير المصادر المتخصصة إلى أن هذه الموجة الباردة نتجت عن تأثير أنظمة جوية منخفضة الضغط تضرب المنطقة، مستغلة الارتفاع الجبلي العالي والتيارات الهوائية الباردة القادمة من الشمال. الدكتور محمد الجرادي، خبير الأرصاد الجوية، يؤكد: "هذه الموجة الباردة جزء من نمط جوي إقليمي يؤثر على شبه الجزيرة العربية، وهي مشابهة لموجة برد 2018 التي استمرت أسبوعين." الخبراء يتوقعون استمرار هذه الأحوال لعدة أيام مع إمكانية انتشارها لمناطق أخرى في المرتفعات اليمنية.
على المستوى اليومي، أدت الموجة الباردة إلى توقف أعمال البناء والزراعة، وزيادة كبيرة في استهلاك الوقود للتدفئة. فاطمة العلوي، ربة منزل، تصف الوضع: "لم نشهد مثل هذا الطقس البارد منذ سنوات، اضطررنا لإشعال المدفأة وتجميع العائلة في غرفة واحدة." بينما يتوقع ارتفاع أسعار مواد التدفئة وانتشار نزلات البرد، إلا أن المزارعين يعبرون عن فرحتهم بهطول الأمطار المنتظرة التي ستغذي الآبار والمحاصيل. سالم الأهدل، عامل بناء، يحذر: "توقفت جميع أعمال البناء بسبب الضباب الكثيف، الرؤية شبه منعدمة والعمل أصبح خطيراً."
مع استمرار تأثيرات الموجة الباردة وتوقعات الخبراء باستمرارها لأيام قادمة مع تحسن تدريجي نهاية الأسبوع، تؤكد السلطات المحلية على ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة وتجنب الخروج غير الضروري، خاصة في ظل ضعف الرؤية والرياح القوية. السؤال المحوري الذي يطرح نفسه الآن: هل أنت مستعد لمواجهة ما هو أسوأ إذا تطورت هذه الموجة الباردة إلى عاصفة شتوية حقيقية؟