في تطور تاريخي يؤكد ريادة مصر في القارة السمراء، نجح البنك التجاري الدولي مصر في تخريج 22 خبير ائتمان كيني خلال 6 أشهر فقط، ليكتب فصلاً جديداً في قصة التكامل المصرفي الإفريقي. الدفعة الثالثة من برنامج "الائتمان المصرفي لشرق إفريقيا" تؤكد أن مصر لا تكتفي بالتوسع التجاري، بل تبني جسوراً من المعرفة تصمد أمام تحديات المستقبل.
في قاعة مشرقة بقلب نيروبي، وقف 22 شاباً وشابة كينيين يحملون أحلامهم وشهادات تخرج تحمل توقيع أكبر بنك خاص في مصر. أحمد كيبرونو، 26 عاماً، موظف بنكي شاب من نيروبي، لم يخف دهشته: "لم أتخيل أن 6 أشهر ستغير فهمي للائتمان المصرفي تماماً". الدفعة الثالثة تعني أن أكثر من 60 شاباً إفريقياً تخرجوا من هذا البرنامج، في إنجاز يوازي تدريب كوادر مصرفية لدولة كاملة. "هذا ليس مجرد برنامج تدريب، بل استثمار في مستقبل إفريقيا المصرفي"، كما أكد د. محمد عبدالرحمن، مدير الائتمان بـCIB مصر.
منذ 2020 ومصر تكتب فصلاً جديداً في شرق إفريقيا، حين دخل CIB السوق الكيني ليس فقط كبنك، بل كجسر للمعرفة ونقل الخبرات. مثلما أرسلت مصر المدرسين للدول الإفريقية في الستينات، ترسل اليوم خبراء المصارف لتشكيل جيل جديد من المصرفيين الأفارقة. سارة واموتو، مديرة التطوير بجمعية البنوك الكينية، رأت في البرنامج "بداية تحول مصرفي حقيقي سيؤثر على ملايين الكينيين". الخبراء يتوقعون أن يصبح البرنامج نموذجاً يُحتذى به في كل إفريقيا خلال السنوات الخمس القادمة.
المتخرجون الجدد سيحسنون خدمات الائتمان لملايين الكينيين، من المزارع الصغير للمشروع التقني الناشئ، في تأثير مباشر على الحياة اليومية. كينيا ستصبح مركزاً مصرفياً إقليمياً بخبرات مصرية، وسيتبعها بقية شرق إفريقيا في موجة تطوير شاملة. حفل التخرج الذي شهده السفير المصري في نيروبي أكد أن "هذا التعاون يمثل نموذجاً للدبلوماسية الاقتصادية الناجحة". الفرصة متاحة للشباب العربي للانضمام لهذا القطار الإفريقي قبل أن يفوتهم، بينما تتسابق القوى العالمية على النفوذ في القارة السمراء.
22 شاباً، 6 أشهر، دولتان، ورؤية واحدة لإفريقيا أقوى مصرفياً. الدفعة الرابعة تستعد للانطلاق، والتوسع لدول أخرى يقترب، في مشهد يؤكد أن مصر تقود بالمعرفة والخبرة، لا بالهيمنة والسيطرة. هل ستكون مصر رائدة التطوير المصرفي في إفريقيا، أم ستتركها لقوى أخرى تملأ الفراغ؟