في تطور مذهل هز عادات النقل في مصر، كشف الإعلامي أحمد موسى أن آلاف المصريين تركوا سياراتهم في الجراجات وباتوا يعتمدون على القطار الكهربائي في رحلاتهم اليومية. هذا التحول الجذري يحدث الآن في القاهرة، حيث أزمة المرور الخانقة التي عانت منها العاصمة لعقود تتحول إلى قصة نجاح باهرة تعيد تشكيل خريطة النقل المصري.
وفقاً لموسى في برنامج "على مسئوليتي" على قناة "صدى البلد"، فإن القطار الكهربائي يشهد كثافات عالية من الركاب بشكل يومي، حيث يتجه المواطنون إلى محطة مترو عدلي منصور لقضاء احتياجاتهم. محمد علي، موظف حكومي يبلغ من العمر 35 عاماً، يروي تجربته قائلاً: "كنت أقضي ساعتين يومياً في المرور قبل القطار الكهربائي، الآن أوفر وقتي وأعصابي". هذا المشهد يتكرر يومياً مع آلاف المواطنين الذين اكتشفوا سحر النقل الأخضر.
الجذور العميقة لهذا النجاح تعود إلى معاناة المصريين المزمنة من الضغط المروري الكبير الذي يخنق شرايين العاصمة. موسى أشار إلى أن الطرق المصرية تشهد ضغطاً هائلاً يستدعي حلولاً عاجلة، مؤكداً أن القطار الكهربائي يمثل وسيلة نقل صديقة للبيئة. التجربة تذكرنا بنجاح الأتوبيس الترددي الذي واجه شائعات في بداياته قبل أن يثبت جدواه، مما يؤكد أن مصر تسير على الطريق الصحيح نحو ثورة نقل حقيقية.
التأثير على الحياة اليومية للمواطنين أصبح واضحاً بشكل لافت، حيث تحكي فاطمة أحمد، ربة منزل، أنها وفرت 200 جنيه شهرياً من البنزين بعد اعتمادها على القطار الكهربائي. خالد محمود، سائق تاكسي، لاحظ تراجعاً ملحوظاً في الازدحام بالطرق المؤدية للمحطات، قائلاً: "الفرق واضح، الطرق أصبحت أفضل والهواء أنظف". الدكتور أحمد المتولي، خبير النقل، أكد أن هذا التحول يمثل نقلة حضارية في منظومة النقل المصرية، مشيراً إلى أن محطات الأتوبيس الترددي تشهد أيضاً إقبالاً وضغطاً متزايداً من المواطنين.
النجاح الذي حققه القطار الكهربائي يؤكد صحة رؤية القيادة المصرية في تطوير منظومة متكاملة من النقل الصديق للبيئة. موسى وجّه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والفريق كامل الوزير على الجهود المبذولة، مؤكداً أن مصر تشهد تحولاً جذرياً في قطاع النقل. هذا الإنجاز يفتح المجال لتوسعات مستقبلية قد تشمل كامل الجمهورية، والسؤال الآن: هل ستغير أنت أيضاً عاداتك في النقل لتكون جزءاً من هذا التحول الحضاري؟
