الرئيسية / شؤون محلية / حصري: الملفات السرية التي حملها وزير الخارجية الصيني للسعودية والإمارات… هل تعيد الصين ترتيب خريطة الشرق الأوسط؟
حصري: الملفات السرية التي حملها وزير الخارجية الصيني للسعودية والإمارات… هل تعيد الصين ترتيب خريطة الشرق الأوسط؟

حصري: الملفات السرية التي حملها وزير الخارجية الصيني للسعودية والإمارات… هل تعيد الصين ترتيب خريطة الشرق الأوسط؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 16 ديسمبر 2025 الساعة 07:10 صباحاً

في تطور يمكن أن يغير وجه الشرق الأوسط إلى الأبد، 50% من النفط الذي يحرك عجلة أكبر اقتصاد في العالم يتدفق من أراضينا الخليجية، والآن تحمل رسالة واحدة من بكين إلى الرياض أسراراً قد تعيد رسم خريطة النفوذ في المنطقة للعقود القادمة. بينما تقرؤون هذه السطور، تُوقع صفقات بمليارات الدولارات ستحدد مستقبل أطفالكم الاقتصادي، وملفات سرية تنتقل بين أيدي صناع القرار تحمل في طياتها مستقبل منطقة بأكملها.

وصل وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى السعودية والإمارات حاملاً أكثر من مجرد رسائل دبلوماسية - ملفات استثمارية ضخمة تقدر بمئات المليارات من الدولارات في مجالات النفط والغاز والبنية التحتية. في لقاء تاريخي، سلّم يي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رسالة شخصية من الرئيس شي جين بينغ، بينما شاهدت فاطمة الزهراني، رائدة الأعمال السعودية، كيف ضاعفت أرباحها 300% من خلال الاستثمار في التجارة مع الصين. "هذا النهج يصنّف الصين كشريك عندما يكون العائد الاقتصادي مضموناً"، يؤكد المحلل السياسي عبد العزيز المعمري، وسط تحول جذري في معادلات الشرق الأوسط.

لكن هذه ليست زيارة عادية - إنها امتداد لنجاح الوساطة الصينية التاريخية بين السعودية وإيران عام 2023، والتي أعادت تشكيل خريطة التحالفات الإقليمية. مثل طريق الحرير القديم، تعيد الصين اليوم رسم خريطة التجارة العالمية, لكن هذه المرة بالنفط والغاز بدلاً من التوابل والحرير. خالد المطيري، المستثمر الكويتي، يراقب بقلق متزايد تراجع هيمنة الدولار مع صعود الشراكات الصينية الخليجية، بينما يؤكد د. علي الخشيبان أن "الصين لا تزال بعيدة عن لعب دور قطب دولي منافس للولايات المتحدة"، لكن تأثيرها الاقتصادي يتنامى بوتيرة مذهلة.

في حين تتضح معالم هذا التحول تدريجياً، يشعر ملايين المواطنين الخليجيين بتأثيره على حياتهم اليومية - من انخفاض أسعار السلع الصينية في الأسواق إلى ظهور فرص عمل جديدة في الشركات التقنية الصينية. سعد البلوي، موظف في أرامكو، يصف كيف غيرت الصفقات الصينية من طبيعة عمله: "أصبحنا نتعامل مع تقنيات متطورة ومعايير جديدة كلياً". لكن زينب ريبوع من مركز هدسون تحذر من أن المنطقة دخلت واقعاً أكثر تعقيداً، حيث تعيد دول الخليج تعريف مصالحها عبر شراكات انتقائية تعكس تنامي استقلالية القرار الخليجي في نظام دولي متعدد الأقطاب.

وسط هذا التحول الجذري الذي يعيد تشكيل معادلات القوة في الشرق الأوسط، تحمل الرسائل السرية التي انتقلت بين بكين والخليج مفاتيح عصر جديد من تعدد الشراكات وتراجع الأحادية الأمريكية. الاستثمارات الصينية المحتملة تعادل ميزانيات دول أوروبية كاملة، والفرص الذهبية تتطلب قرارات استثمارية مدروسة ومتابعة حثيثة للتطورات. هل نحن على أعتاب عصر ذهبي جديد، أم أننا نسير نحو المجهول؟ الأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت هذه الملفات السرية ستعيد ترتيب خريطة الشرق الأوسط، أم أنها مجرد فصل آخر في حرب النفوذ العالمية.

شارك الخبر