الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: بعد 10 سنوات حرب... انطلاق صرف معاشات المتقاعدين بعدن - آلاف الأسر تتنفس الصعداء!
عاجل: بعد 10 سنوات حرب... انطلاق صرف معاشات المتقاعدين بعدن - آلاف الأسر تتنفس الصعداء!

عاجل: بعد 10 سنوات حرب... انطلاق صرف معاشات المتقاعدين بعدن - آلاف الأسر تتنفس الصعداء!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 14 ديسمبر 2025 الساعة 09:15 صباحاً

في تطور مفاجئ ينير شمعة أمل وسط ظلام دامس استمر عقداً كاملاً، تعلن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بدء صرف معاشات المتقاعدين لشهر سبتمبر 2025، في خطوة تُنقذ آلاف الأسر من براثن الفقر والمعاناة. بعد 10 سنوات من الحرب المدمرة التي شهدت انهيار العملة بنسبة 80% وتأخير المعاشات لفترات وصلت إلى 6 أشهر، يأتي هذا القرار كنسمة هواء منعشة لمن ضحوا بأعمارهم خدمة للوطن.

العميد جمال فضل عبدالكريم القطيبي، مدير عام الإدارة العامة للتقاعد، يؤكد رسمياً أن "المعاشات ستصرف وفقاً للقوائم المعتمدة تقديراً لخدماتهم السابقة" عبر بنك القطيبي وفروعه في المحافظات المحررة. في الطوابير الطويلة أمام فروع البنوك، تظهر قصص مؤثرة لا تُحصى - أم محمد، الأرملة البالغة 65 عاماً، لا تخفي دموع الفرح: "كنت أنتظر هذا المعاش لشراء دواء حفيدتي المريضة، الحمد لله وصل الفرج". رقم مذهل يكشف حجم المأساة: خسرت العملة اليمنية 80% من قيمتها، لكن كرامة من خدموا الوطن لا تزال لها قيمة لا تُقدر بثمن.

خلف هذا الإنجاز قصة صمود استثنائية تمتد لعقد كامل من المحن والتحديات. منذ اندلاع النزاع في 2014، شهدت اليمن انهياراً اقتصادياً مدمراً شل معظم الخدمات الحكومية والمصرفية، مما جعل صرف المعاشات تحدياً أكبر من تسلق الجبال الشاهقة. الدكتور عبدالله، خبير الشؤون المالية، يؤكد أن "صرف المعاشات بانتظام استثمار في الاستقرار الاجتماعي ويحافظ على كرامة من خدموا الوطن". هذا التصريح يأتي بعد فترات عصيبة شهدت تأخيرات مؤلمة وصلت أحياناً إلى 6 أشهر، جعلت المتقاعدين يعيشون في قلق دائم حول مصدر رزقهم الوحيد.

التأثير الفوري لهذا القرار يمتد كأمواج الزلزال إلى كل زاوية في حياة آلاف الأسر المتأثرة. عبدالرحمن، المتقاعد البالغ 58 عاماً، يصف الموقف بكلمات مؤثرة: "المعاش بالنسبة لنا مثل الماء للعطشان في الصحراء، به نشتري الدواء والطعام لأطفالنا". في مشهد يحبس الأنفاس، يتطوع العميد المتقاعد أحمد سالم لمساعدة زملائه في تنظيم الطوابير قائلاً: "نقف معاً في هذه المحنة، كما وقفنا معاً في الخدمة". فروع بنك القطيبي تشهد مناظر مؤثرة - وجوه منهكة من الانتظار تشرق بالأمل، وأيدي مرتعشة تتلقى الأوراق المالية كأنها تتلقى الحياة نفسها.

بينما ينتشر الخبر بسرعة البرق عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويتردد في أزقة المدن والقرى، يطرح السؤال الأهم نفسه بقوة: هل ستتمكن الحكومة من الحفاظ على هذا الالتزام المقدس رغم التحديات الاقتصادية الجبارة التي تواجهها؟ الإجابة تكمن في استمرار الدعم والثقة، لأن من ضحوا بأعمارهم في خدمة الوطن يستحقون أن يعيشوا بكرامة مهما اشتدت العواصف وتقلبت الظروف. على جميع المتقاعدين المشمولين المسارعة إلى أقرب فرع لبنك القطيبي لاستلام معاشاتهم المستحقة وإنهاء فصل طويل من المعاناة والانتظار.

اخر تحديث: 14 ديسمبر 2025 الساعة 02:10 مساءاً
شارك الخبر