في تطور صادم هز المنطقة، سقط 6 أمريكيين في كمين دموي بالصحراء السورية - 3 شهداء و3 جرحى في دورية واحدة لم ينج منها أحد سالماً. بعد 8 سنوات من انهيار "دولة الخلافة"، عادت داعش لتحصد الأرواح في مهد الحضارة بتدمر، بينما طائرات الانتقام الأمريكية تحوم الآن فوق الصحراء تبحث عن الثأر.
وسط رمال تدمر التاريخية المضرجة بالدماء، سقط مارك جونسون، المترجم الأمريكي البالغ 35 عاماً، مع جنديين آخرين في كمين محكم نفذته خلايا داعش النائمة. "لن نتراجع حتى يتم القضاء على داعش تماماً"، أعلن توم باراك المبعوث الأمريكي بغضب عارم، فيما أكد ترامب أن "هذا هجوم شنّه تنظيم داعش ضد الولايات المتحدة وسوريا في منطقة بالغة الخطورة". أبو محمد البدوي، راعي الإبل المحلي، يروي: "سمعت الانفجارات من بعيد، رأيت الدخان الأسود يتصاعد فوق الآثار المقدسة".
كما عاد النازيون للمقاومة بعد هزيمة ألمانيا، تعود خلايا داعش من رماد هزيمتها 2019 أشرس وأكثر فتكاً. في هذه المنطقة ذاتها، دمّر التنظيم الإرهابي المعالم الأثرية ونفذ عمليات إعدام جماعية 2015-2016، قبل أن تستعيدها القوات السورية والتحالف الدولي. لكن البادية الشاسعة التي تساوي مساحة بريطانيا كاملة تبقى مستحيلة المراقبة، والأخطر أن "قوات التحالف لم تأخذ التحذيرات السورية باحتمال حصول خرق لداعش بعين الاعتبار" كما كشف نور الدين البابا المتحدث الرسمي.
"إن استهدفتم أمريكيين، ستمضون بقية حياتكم القصيرة وأنتم تدركون أن الولايات المتحدة ستطاردكم وتقتلكم بلا رحمة"، هدد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث بكلمات نارية تنذر بعاصفة انتقام قادمة. الآن تشتعل المنطقة توتراً بينما تجتمع غرف العمليات المشتركة لرسم خريطة الثأر، وتتزايد المخاوف من تصاعد دوامة العنف التي قد تجر المنطقة لحرب إقليمية جديدة ضد الإرهاب. مئات العائلات السورية تعيش الليالي بقلق، والاستثمارات الأمنية تنهار مع كل انفجار يهز الثقة المتنامية.
معركة الثأر بدأت للتو في صحراء تدمر الملطخة بالدماء، والعالم ينتظر: هل سينجح التحالف الدولي أخيراً في استئصال جذور الإرهاب؟ أم أن داعش ستخرج من هذه المواجهة أقوى وأشرس؟ دونالد ترامب وعد بـ"رد حازم"، لكن التاريخ يعلمنا أن كل ضربة انتقامية تولد عشرة إرهابيين جدد. الأيام القادمة ستحدد مصير الشرق الأوسط بأكمله.