في لحظة مؤلمة هزت أروقة البنتاغون والبيت الأبيض، سقط جنديان أمريكيان ومترجم مدني صرعى برصاص مسلح من تنظيم الدولة الإسلامية في كمين دامٍ بمدينة تدمر التاريخية، بينما أصيب 5 آخرين في هجوم استغرق دقائق معدودة. الصدمة الحقيقية؟ التحذيرات السورية المسبقة تم تجاهلها بالكامل، والثمن كان أرواحاً بريئة كان بالإمكان إنقاذها.
داخل مقر الأمن السوري بتدمر، كان اللقاء التنسيقي المشترك يسير بشكل روتيني عندما انفجر الجحيم فجأة. "طلقات نارية مكتومة، ثم صراخ، ثم هدوء مخيف" - هكذا وصف أبو خالد، شاهد العيان، اللحظات المرعبة. الرئيس ترامب، الذي كان يستعد لمغادرة البيت الأبيض، توقف فجأة ليعلن بوجه متجهم: "سنطاردهم بلا رحمة". بينما هدد وزير الدفاع هيغسيث بكلمات قاطعة: "ستمضون بقية حياتكم القصيرة والمليئة بالضغط مطاردين".
المفارقة المؤلمة تكمن في أن نور الدين البابا، المتحدث باسم الداخلية السورية، كان قد حذر مراراً من "احتمال حصول خرق لداعش" في منطقة البادية. لكن التحذيرات سقطت في آذان صماء. تدمر، المدينة التي شهدت أبشع جرائم التنظيم بين 2015-2016، عادت لتكتب فصلاً دامياً جديداً. مروحيات الإنقاذ الأمريكية التي حلقت فوق آثار المدينة الخالدة حملت جثث الضحايا، بينما تساءل الخبراء: كيف نجح مسلح واحد في اختراق الأمن المشدد؟
الآن، بينما تنتظر العائلات الأمريكية 24 ساعة مؤلمة لمعرفة هوية أبنائها القتلى، تتزايد المخاوف من عودة داعش لنشاطه الإجرامي. د. مايكل روبرتس، خبير مكافحة الإرهاب، يحذر: "الخلايا النائمة أخطر من التنظيم نفسه". في الرياض وعمان وبغداد، تدق أجراس الإنذار، بينما تستعد واشنطن لرد انتقامي قاسٍ. أحمد السوري، ضابط الأمن المحلي الذي أنقذ زملاءه رغم إصابته، يرقد في المستشفى وهو يتساءل: "متى ستنتهي هذه المأساة؟"
بينما تشهد المنطقة ترقباً حذراً لرد الفعل الأمريكي، يبقى السؤال الأهم: هل ستكون تدمر شاهدة على مأساة أخرى، أم بداية نصر حاسم ضد الإرهاب؟ الحرب على الإرهاب تدخل مرحلة جديدة أكثر تعقيداً، وحياة المدنيين والعسكريين تتوقف على قرارات ستتخذ في الساعات القادمة. لا وقت للأخطاء... لا مجال للتجاهل... والثمن أرواح بشرية لا تُقدر بثمن.