في تطور يهز المشاعر ويلامس القلوب، كشف الفنان محمد هنيدي الذي أضحك الملايين لثلاثة عقود عن أصعب لحظة في حياته - توديع ابنته في يوم زفافها. الرجل الذي اعتاد إضحاك الجماهير ذرف الدموع وهو يوجه وصيته الأخيرة والمؤثرة لزوج ابنته، في مشهد أبكى كل من شاهده وأحيا قيماً كادت تندثر في زمن التكنولوجيا.
وسط حفل عائلي حضره أكثر من 10 نجوم من ألمع نجوم الوسط الفني، بما فيهم محمد ثروت وأحمد السقا وأحمد آدم، انتشرت كلمات هنيدي كالبرق عبر منصات التواصل الاجتماعي محققة ملايين المشاهدات. قال هنيدي بصوت مرتجف: "إنتي عارفة إني بأنيمك كل يوم وبحكيلك حدوته، فأنا وصّيت حازم إنه يحكيلك حدوته.. ربنا يديك الأولاد وتحضري اللحظة اللي أنا حاضرها، لحظة ما بتترجمش بس بتحس." محمد ثروت، الذي شهد اللحظة الخاصة، علق قائلاً: "كان هنيدي يبكي فرحاً ولكن بصمت، مشهد لن أنساه أبداً."
خلف هذه اللحظة المؤثرة تاريخ طويل من الأبوة المثالية، حيث حرص هنيدي طوال مسيرته الفنية على الحفاظ على خصوصية عائلته رغم شهرته الطاغية. ما يميز موقف هنيدي أنه حول تقليد "الحدوتة" المصري الأصيل من مجرد روتين يومي إلى وصية أبوية خالدة، مذكراً الجمهور بأن القيم الحقيقية تنتقل عبر الكلمات البسيطة والمشاعر الصادقة. د. أحمد عبدالله، خبير علم النفس، أشاد بذكاء هنيدي العاطفي قائلاً: "ما فعله محمد هنيدي يعكس فهماً عميقاً لأهمية استمرارية الحب والحنان حتى بعد الزواج."
تجاوزت كلمات هنيدي حدود الشاشات لتصل إلى كل بيت عربي، حيث تذكر الآباء والأمهات أهمية التعبير عن مشاعرهم تجاه أطفالهم. أم مصرية من القاهرة، عمرها 45 عاماً، شاركت تأثرها قائلة: "بكيت وأنا أتذكر كيف رأيت ابنتي تكبر مثل ابنة هنيدي، وتساءلت هل أعطيتها حدوتة كل يوم كما يفعل هو؟" هذا التأثير العميق يفتح باباً للحديث عن أهمية الطقوس العائلية البسيطة في بناء ذكريات تدوم مدى الحياة، ويطرح تحدياً أمام الآباء في عصر الهواتف الذكية: كيف نحافظ على التواصل الحقيقي مع أطفالنا؟
بهذه الرسالة المؤثرة، أثبت محمد هنيدي أنه نجم ليس فقط في عالم الكوميديا، بل في فن الأبوة أيضاً، تاركاً للآباء في الوطن العربي درساً لن ينسوه: أن أجمل إرث نتركه لأطفالنا ليس المال أو الشهرة، بل الحب والحنان والحدوتة اليومية. في عالم مليء بالتكنولوجيا والانشغالات، هل ما زلنا نعرف كيف نجلس مع أطفالنا ونحكي لهم حدوتة قبل النوم؟
