في تطور صادم هز عالم كرة القدم، عاد محمد صلاح إلى أرض الملعب وسط هتافات تاريخية من جماهير ليفربول، ليحول أنفيلد في 45 ثانية فقط من صمت مطبق إلى بركان متفجر. 260 هدفاً قد تكون آخر ما يسجله النجم المصري مع الريدز، في أزمة تهدد بإنهاء حقبة ذهبية امتدت 7 سنوات. الساعات القادمة قد تحسم مصير أسطورة عمره 33 عاماً، فهل انتهت الفضيحة فعلاً؟
عندما وطأت قدما صلاح أرض أنفيلد في الدقيقة 26 بديلاً لجو غوميز، انفجرت المدرجات بتحية لم يشهد لها الملعب مثيلاً هذا الموسم. "شعرت بقشعريرة تسري في جسدي، المشهد كان أقوى من 50 ألف مشجع في نهائي دوري الأبطال"، روى مارك الليفربولي وهو يمسح دموعه. الأرقام تتحدث: أول ظهور بعد استبعاده المثير للجدل من مواجهة إنتر ميلان، وعودة محملة بالرسائل السياسية أكثر من كونها رياضية. أحمد المصري، مشجع ليفربول منذ 15 عاماً، كان يشاهد حلمه يتحطم أمام عينيه: "هذا الرجل أعطانا كل شيء، والآن نشاهده يُعامل كالغريب."
جذور الأزمة تضرب عميقاً في تصريحات صلاح النارية ضد إدارة النادي والمدير الفني أرني سلوت، في خلاف يذكرنا بمأساة كريستيانو رونالدو مع مانشستر يونايتد. مفاوضات تجديد العقد المتعثرة منذ شهور، واختلاف جوهري في الرؤى بين اللاعب والإدارة، حول اللاعب البالغ 33 عاماً من أسطورة مبجلة إلى مشكلة إدارية معقدة. د. سامي الجابر، خبير كرة القدم، يحذر: "نحن أمام تكرار لسيناريو مؤلم، عندما تصبح الكبرياء أهم من الحكمة." التوقعات تشير لمفاوضات مكثفة خلال الساعات القادمة، في محاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
التأثير تجاوز حدود الملعب ليصل إلى ملايين الجماهير العربية التي تتابع بقلق مصير أيقونتها. مبيعات قمصان صلاح انخفضت 40% خلال الأسبوع الماضي، مؤشر واضح على تأثر علامة ليفربول التجارية. السيناريوهات المطروحة متضاربة: التسوية الودية مقابل الرحيل المدوي في يناير، أو حتى الانتقال الصادم للدوري السعودي بصفقة تاريخية. الفرصة الذهبية أمام الإدارة لإظهار الحكمة، والتحدي الأكبر أمام صلاح لإثبات أنه أكبر من أي خلاف. المخاطر واضحة: تفاقم الوضع قد يدمر إرث سنوات من الإنجازات المشتركة.
تحية الجماهير الذهبية لصلاح كانت رسالة واضحة: الأسطورة أكبر من الخلافات الإدارية، والحب أقوى من الكبرياء. الأيام القادمة ستحسم ما إذا كانت هذه نهاية حقبة ذهبية، أم بداية فصل جديد من المصالحة والإنجازات. على الجماهير مواصلة الدعم، وعلى الإدارة إظهار الحكمة في التعامل مع كنز لا يُعوض. السؤال الذي يؤرق الملايين: هل ستنجح "الأحضان الذهبية" في شفاء جراح الفضيحة، أم أن القطار قد فات بالفعل؟