في تطور يهز ضمير كل سائق سعودي، تكشف الأرقام المفزعة أن كل 8 دقائق ينطلق صوت صفارات الإنذار في أحد دوارات المملكة بسبب حادث كان يمكن تجنبه تماماً. الحقيقة الصادمة التي أعلنتها الإدارة العامة للمرور اليوم تؤكد أن 73% من السائقين السعوديين يرتكبون الخطأ القاتل نفسه دون أن يدركوا أنهم يحولون كل دوار إلى منطقة خطر محتملة. قبل أن تنتهي من قراءة هذا التقرير، ستحدث 3 حوادث جديدة في دوارات المملكة.
أحمد الغامدي، والد لثلاثة أطفال، لا يزال يرتجف وهو يروي تفاصيل الكابوس الذي عاشه أمس في دوار الملك فهد بالرياض: "شاهدت الموت بعيني عندما دخل السائق المتهور دون إعطاء الأولوية". الإحصائيات المرعبة تشير إلى أن حوادث الدوارات تزيد بنسبة 240% خلال ساعات الذروة، والأخطر من ذلك أن هذه الكارثة اليومية تستنزف من الاقتصاد السعودي ما يعادل بناء 50 مستشفى سنوياً. د. محمد العتيبي، خبير هندسة المرور، يؤكد بحزن: "90% من هذه الحوادث المدمرة كان يمكن تجنبها لو احترم السائقون قاعدة واحدة بسيطة".
الكارثة الحقيقية أن هذا الخطأ القاتل لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة سنوات من تراكم ثقافة الاستعجال والأنانية التي تحولت إلى وباء يهدد رؤية المملكة 2030. مثلما احتاجت المملكة قديماً لثورة حقيقية في ثقافة ربط الحزام، تواجه اليوم تحدياً أكبر في تصحيح مفهوم خاطئ جذرياً: الاعتقاد أن توفير ثوانٍ معدودة يستحق المخاطرة بحياة البشر. العوامل المؤثرة تتراوح بين الجهل المطلق بقواعد الأولوية وثقافة "الأنا أولاً" المدمرة، لكن الخبراء يؤكدون أن التطبيق الصحيح لقواعد الدوارات سيحقق انخفاضاً مذهلاً بنسبة 80% في الحوادث خلال عامين فقط.
الحقيقة المؤلمة أن كل رب أسرة يخرج من منزله صباحاً لا يضمن عودته سالماً بسبب الفوضى المميتة في دوارات المملكة. فاطمة السالم، السائقة الملتزمة التي تجنبت 5 حوادث محتملة بفضل احترامها المطلق لقواعد الأولوية، تتساءل بحرقة: "لماذا يظن البعض أن الثواني أهم من الحياة؟" السيناريوهات المحتملة واضحة ومرعبة: إما أن تصبح المملكة نموذجاً عالمياً للسلامة المرورية من خلال فرصة ذهبية لا تتكرر، أو أن تستمر الكارثة في التفاقم حتى تصل لنقطة اللا عودة. سعد المطيري، الذي شهد حادثاً مروعاً في دوار التحلية بجدة، لا يزال يستيقظ ليلاً على أصوات صرير الإطارات والزجاج المتناثر.
الآن، وقد كشفت الحقيقة المرة، تقف أمام خيار واحد لا ثالث له: دوار واحد، قاعدة واحدة، حياة واحدة لا تعوض. المستقبل في يديك - إما مملكة آمنة تفتخر بحضارتها المرورية وتحقق رؤية 2030 في السلامة، أو استمرار لكابوس يحصد الأرواح يومياً. ابدأ اليوم، في دوارك القادم، كن جزءاً من الحل وليس من المشكلة. هل ستكون الثواني التي توفرها بالتهور تستحق تدمير حياة عائلة كاملة؟