في تطور صادم هز الوسط الرياضي السعودي، نجح نادي الهلال في خطف المهاجم الشاب عبد الكريم دارسي (22 عاماً) من أهلي جدة بصفقة انتقال حر مدوية، رغم أن اللاعب لم يسجل هدفاً واحداً في 14 مباراة خاضها الموسم الماضي. هل هذه صفقة القرن أم خطأ تاريخي بقيمة ملايين الريالات؟
وقع دارسي عقداً يمتد لأربع سنوات مع "الزعيم" في خطوة صادمة رفض فيها تجديد تعاقده مع "الراقي" رغم المحاولات المتكررة من إدارة أهلي جدة. أحمد الجدعاني، مشجع أهلي جدة، يروي صدمته: "شاهدنا أمل النادي الشاب يرحل دون أن نعطيه فرصة حقيقية، كأننا نهدي منافسنا كنزاً مدفوناً." الصفقة جاءت بعد ساعات قليلة من إعلان الهلال ضم المدافع علي لاجامي من النصر، في إطار خطة طموحة لبناء فريق قادر على المنافسة عالمياً.
يأتي هذا الانتقال ضمن سياسة الهلال الاستراتيجية لاستقطاب المواهب السعودية الشابة استعداداً لكأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة الأمريكية. د. فهد المطيري، المحلل الكروي، يرى أن "انتقال دارسي للهلال كمن ترك وظيفة مريحة للالتحاق بشركة عالمية مرموقة - التحدي أكبر لكن الفرص لا حدود لها." الفرق بين إمكانيات النادين واضح كالفرق بين محيط وبحيرة، مما يفسر جاذبية الانتقال رغم المخاطر.
في أروقة مقاهي جدة والرياض، تدور نقاشات حامية حول مستقبل اللاعب الذي سيواجه منافسة شرسة مع نجوم عالميين في الهلال. خالد العتيبي، مشجع هلالي، وصف لحظة إعلان الصفقة قائلاً: "كانت بمثابة هدية عيد مبكرة، رغم أن الأرقام لا تبشر بالخير." التحدي الحقيقي سيكون في إثبات أن موهبة دارسي أكبر من إحصائياته المتواضعة، فالضغط سيكون هائلاً على شاب يحمل آمال إدارة استثمرت فيه لأربع سنوات كاملة.
في نهاية المطاف، تبقى صفقة دارسي رهاناً جريئاً من الهلال على المستقبل أكثر من الحاضر. هل سينجح الشاب البالغ 22 عاماً في إثبات أن الإحصائيات لا تعكس الإمكانات الحقيقية؟ الأشهر القادمة ستكشف ما إذا كانت هذه الخطوة بداية مسيرة نجومية أم درساً قاسياً في عالم كرة القدم حيث العبرة بالمستقبل وليس بالماضي.
