الرئيسية / محليات / عاجل: كارثة إنسانية في عدن ولحج - شهران في الظلام تماماً! الأطفال يعيشون بلا ماء أو ضوء والفقراء فريسة للبعوض... هل تتدخل الحكومة؟
عاجل: كارثة إنسانية في عدن ولحج - شهران في الظلام تماماً! الأطفال يعيشون بلا ماء أو ضوء والفقراء فريسة للبعوض... هل تتدخل الحكومة؟

عاجل: كارثة إنسانية في عدن ولحج - شهران في الظلام تماماً! الأطفال يعيشون بلا ماء أو ضوء والفقراء فريسة للبعوض... هل تتدخل الحكومة؟

نشر: verified icon بلقيس العمودي 12 ديسمبر 2025 الساعة 06:35 مساءاً

في تطور صادم يهز الضمير الإنساني، تغرق مناطق واسعة في عدن ولحج في ظلام دامس منذ 60 يوماً متواصلة، حيث يعيش عشرات الآلاف من المواطنين محنة حقيقية بلا كهرباء أو مياه شرب. 10 سنوات، 3650 يوماً من المعاناة المتكررة، والآن الوضع وصل لنقطة الانهيار التام. في القرن الحادي والعشرين، هناك من يعيش كما لو كان في القرون المظلمة، وكل دقيقة تمر دون كهرباء تعني مزيداً من العذاب لعشرات الآلاف من الأبرياء.

الساعة السادسة صباحاً في منطقة الحبيل بمديرية تبن، يقف مقبل دبيس وحفيده الصغير أمام صنبور جاف، يحملان أوعية فارغة وآمالاً محطمة. المشهد يتكرر يومياً: صفر ساعة كهرباء، صفر لتر ماء من الصنابير، 100% معاناة خالصة. "لا تقدر تدخل ماء داخل بيتك، ولا تقدر تلاقي قليل برود، ولا قليل ضوء، أصبحنا غارقين في الأزمة"، يقول مقبل بصوت محطم، بينما وجوه الأطفال تحكي قصة عطش لا ينتهي. أم فاطمة، الأم لخمسة أطفال، تقضي ساعات الصباح الأولى تحاول جمع قطرات من الصنابير المعطلة، حاملة أوعية فارغة كآمالها.

منذ عقد كامل والمواطنون يدفعون ثمن فشل إدارة قطاع الطاقة، في أزمة تتكرر صيفاً وشتاءً دون تعلم من الدروس المؤلمة. نفاد الديزل من محطات التوليد هو السبب المباشر، لكن الجذور أعمق: غياب الاستثمار، عدم وجود خطة طوارئ، وتجاهل مستمر لمعاناة المواطنين. "دائماً مشكلة الكهرباء تكون نفاد الوقود، لنا عشر سنوات ومشكلة الوقود لم يتم معالجتها"، يقول علوي إسماعيل بمرارة واضحة. الخبراء يحذرون: بدون حلول جذرية فورية، ستصبح هذه هي الحالة الطبيعية الجديدة.

الحياة اليومية تحولت إلى كابوس حقيقي: استيقاظ بلا قهوة، إفطار بلا تبريد، عمل بلا إضاءة، ونوم بلا راحة وسط هجمات البعوض القاتلة. "الذي لا يملك طاقة شمسية يصبح فريسة للبعوض، خصوصاً في فصل الشتاء"، يشرح حيدرة صالح معاناة الفقراء الذين يشكلون الأغلبية الساحقة. الأطفال ينامون في الشوارع هرباً من حر البيوت الخانق، والنساء يحملن جِراراً فارغة لساعات طويلة. المفارقة المؤلمة: المواطنون يواصلون دفع فواتير كهرباء لخدمة لا توجد أصلاً.

60 يوماً من الظلام المطبق، 10 سنوات من الفشل المتراكم، ومستقبل يغرق في الضبابية. الوقت ينفد سريعاً لمنع تحول هذه الأزمة إلى كارثة إنسانية حقيقية قد تؤدي لموجة نزوح جماعية. بين يأس المواطنين المحبطين وصمت المسؤولين المطبق، تتفاقم المأساة يوماً بعد يوم. السؤال الحارق الذي يطرح نفسه: في عالم يتسارع نحو المستقبل التقني، كم من الوقت يمكن لشعب أن يبقى محاصراً في ظلام القرون المنسية؟

شارك الخبر