الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: أسعار الريال السعودي تحقق استقراراً مفاجئاً أمام الجنيه المصري… هل هذا مؤشر إيجابي للاقتصاد؟
عاجل: أسعار الريال السعودي تحقق استقراراً مفاجئاً أمام الجنيه المصري… هل هذا مؤشر إيجابي للاقتصاد؟

عاجل: أسعار الريال السعودي تحقق استقراراً مفاجئاً أمام الجنيه المصري… هل هذا مؤشر إيجابي للاقتصاد؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 12 ديسمبر 2025 الساعة 10:05 صباحاً

في ظاهرة نادرة لم تشهدها الأسواق المصرفية منذ سنوات، حققت أسعار صرف الريال السعودي مقابل الجنيه المصري استقراراً مذهلاً عبر 15 بنكاً مصرياً، بفارق لا يتجاوز 6 قروش فقط بين أعلى وأقل سعر شراء. هذا المستوى من التوحد المصرفي يعكس قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، لكن السؤال المحوري: هل سيدوم هذا الاستقرار الاستثنائي؟

تراوحت أسعار الشراء بين 12.62 جنيه في البنك الأهلي المصري وبنك فيصل، وصولاً إلى 12.68 جنيه في بنك أبوظبي الإسلامي وبنك تنمية الصادرات، فيما تحركت أسعار البيع في نطاق ضيق بين 12.66 و12.71 جنيه. أحمد محمود، تاجر المواد الغذائية من الإسكندرية، يروي تجربته: "لأول مرة منذ بدأت التجارة قبل 15 عاماً، أجد جميع البنوك تقدم أسعاراً متقاربة إلى هذا الحد، الأمر محير ومطمئن في نفس الوقت." ثمانية بنوك من أصل 15 تتفق على سعر بيع موحد عند 12.68 جنيه، في مشهد يذكرنا بالاستقرار الذي شهدته الأسواق قبل جائحة كورونا.

خلف هذا الاستقرار المدهش تقف عوامل اقتصادية قوية، أبرزها ثبات أسعار النفط والسياسات النقدية المستقرة في كلا البلدين. د. محمد عبدالرحمن، خبير أسواق المال، يؤكد أن "هذا التوحد يعكس نضج السوق المصرفي المصري وقوة الثقة في الاقتصاد السعودي." المقارنة مع العام الماضي تكشف تحسناً جذرياً، حيث كانت الفوارق تصل إلى 25 قرشاً بين البنوك المختلفة، مما يجعل الوضع الحالي إنجازاً حقيقياً في استقرار السوق.

هذا الاستقرار ينعكس مباشرة على حياة المواطنين والتجار، حيث تشهد أسعار السلع السعودية المستوردة ثباتاً نسبياً في الأسواق المصرية. فاطمة الزهراء، مستوردة المنسوجات، تصف الوضع بقولها: "استغللت هذا الاستقرار لتوقيع أكبر صفقة في تاريخي التجاري، الثقة في الأسعار تعني أمان للاستثمار." بينما تواجه مريم أحمد، المغتربة المصرية في الرياض، معضلة من نوع آخر: "كنت أنتظر تحسن السعر لتحويل مدخراتي، لكن الاستقرار الحالي يجعلني أعيد التفكير في التوقيت المناسب."

رغم الترحيب الواسع بهذا الاستقرار، يحذر الخبراء من أن العوامل الخارجية قد تؤثر على هذا التوازن الهش. التوقعات تشير إلى احتمالية استمرار الاستقرار النسبي خلال الأسابيع القادمة، مع إمكانية حدوث تذبذبات طفيفة تبعاً للمتغيرات الاقتصادية الإقليمية والعالمية. الفرصة سانحة أمام التجار لاستغلال هذه المرحلة في عقد صفقات طويلة المدى، لكن السؤال الذي يؤرق الجميع: هل سيستمر هذا الاستقرار المذهل، أم أنها مجرد هدنة هادئة قبل موجة تقلبات جديدة؟

اخر تحديث: 12 ديسمبر 2025 الساعة 12:00 مساءاً
شارك الخبر