الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: اكتشاف كنوز استراتيجية تعادل نصف احتياطي اليمن في وادي القهرة... والصراع المحتدم يمنع استغلالها!
عاجل: اكتشاف كنوز استراتيجية تعادل نصف احتياطي اليمن في وادي القهرة... والصراع المحتدم يمنع استغلالها!

عاجل: اكتشاف كنوز استراتيجية تعادل نصف احتياطي اليمن في وادي القهرة... والصراع المحتدم يمنع استغلالها!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 12 ديسمبر 2025 الساعة 08:40 صباحاً

في تطور صادم يمكن أن يغير خريطة الشرق الأوسط إلى الأبد، كشفت اكتشافات جيولوجية مذهلة أن وادي القهرة المنسي في محافظة الضالع اليمنية يحتضن نصف ثروة اليمن المعدنية من اليورانيوم والذهب والغاز المسال. المفارقة المأساوية تكمن في أن هذه الكنوز الاستراتيجية الهائلة مدفونة تحت أقدام أفقر سكان المنطقة، بينما يتصارع اليمنيون منذ عقد كامل على السيطرة على منطقة تحتوي على ما يكفي لإنهاء معاناتهم إلى الأبد.

يروي أحمد المحلمي، المزارع الخمسيني من وادي القهرة، مأساته بصوت مكسور: "نعيش في فقر مدقع فوق كنوز تقدر بمليارات الدولارات، أطفالي يناموا جائعين بينما تحت بيتنا ذهب يكفي لإطعام قرية بأكملها." هذا الاكتشاف المذهل الذي كشف عنه الخبير يحيى المريسي أظهر وجود حقلين للنفط والغاز المسال بالإضافة لرواسب معدنية تضع هذا الوادي الصغير في مصاف أغنى المناطق الاستراتيجية عالمياً. الأرقام تصرخ بحجم المأساة: ثروة تعادل اقتصاد دولة خليجية كاملة محبوسة في منطقة لا تملك حتى شبكة كهرباء مستقرة.

منذ اكتشاف هذه الكنوز قبل عقد تقريباً، تحول وادي القهرة من منطقة مهمشة إلى ساحة صراع محتدم بين ثلاث قوى رئيسية: الحكومة الشرعية تسيطر على الشرق، الحوثيون يهيمنون على الغرب، والمجلس الانتقالي ينتشر جنوباً. هذا التقسيم الثلاثي يذكرنا بحمى الذهب في كاليفورنيا عام 1849، لكن بدلاً من التنقيب عن الثروة، الأطراف المتصارعة تتقاتل عليها دون استخراجها. الخبير الاستراتيجي د. سالم الحكيمي يحذر قائلاً: "هذا الوضع مثل رجل جائع مقيد اليدين أمام مائدة مليئة بالطعام، والمأساة أن القيود من صنع أيدينا."

بينما تهتز أصوات الانفجارات المتقطعة عبر الوادي، تنتظر تحت طبقات الصخور القاحلة ثروات تكفي لتحويل اليمن من أفقر دول المنطقة إلى قوة اقتصادية إقليمية خلال عقدين. فاطمة القهيرية، ربة البيت التي تقطن على بعد أمتار من أحد مواقع التنقيب المحتملة، تنهد بمرارة: "أطفالي يلعبون فوق كنوز الأرض بينما نحن نبحث عن لقمة العيش." السيناريوهات المستقبلية تتراوح بين حلم الازدهار ومأساة الصراع المدمر، فإما أن تصبح عائدات هذه الموارد الطريق لبناء المدارس والمستشفيات وخلق مئات الآلاف من فرص العمل، وإما أن تتحول إلى لعنة تعمق الانقسامات وتجذب التدخلات الخارجية لاستغلال ثروات الشعب اليمني.

اليوم، وبينما تواصل الأطراف المتصارعة تبادل السيطرة على أجزاء من الوادي، تبقى كنوز تعادل نصف احتياطي اليمن مدفونة تحت غبار الصراع اللامتناهي. التحدي الأكبر لا يكمن في استخراج هذه الثروات، بل في بناء توافق وطني حولها يحولها من مصدر للصراع إلى محرك للسلام والتنمية. هل سيتمكن اليمنيون من كسر قيود الفرقة وتحويل كنوزهم المدفونة إلى مستقبل مشرق لأجيالهم القادمة، أم ستبقى هذه الثروات الهائلة مجرد حلم يتطاير مع رياح الحرب التي لا تنتهي؟

اخر تحديث: 12 ديسمبر 2025 الساعة 11:30 صباحاً
شارك الخبر