في تطور صادم يعيد كتابة تاريخ الرياضة السعودية، تقف العنود الأسمري اليوم في وسط الملعب لتصبح أول امرأة في تاريخ المملكة تحكم مباراة رسمية، محطمة حاجزاً صمد لأكثر من 90 عاماً. صافرة واحدة تغير مئة عام من التقاليد، بينما يشهد آلاف المتفرجين لحظة لن ينساها التاريخ السعودي أبداً.
في مباراة حاسمة بين الوحدة والزلفي بفارق 3 نقاط فقط، تحمل العنود على كتفيها ثقل التاريخ وأحلام ملايين النساء السعوديات. "هذا ليس مجرد تحكيم، بل كسر للمستحيل" تقول د. نورا الخليفي، خبيرة التحكيم النسائي، بينما تقف فاطمة الأحلام، 16 عاماً، في المدرجات وعيناها تتألقان بالحلم: "أريد أن أصبح مثلها يوماً ما". صوت صافرة البداية يخترق صمت الملعب المهيب، ليعلن ميلاد عهد جديد.
هذا التحول الخرافي لم يأت من فراغ، بل كان ثمرة رؤية 2030 التي أطلقت ثورة حقيقية في تمكين المرأة السعودية. من دخول الملاعب كمتفرجة إلى قيادة السيارات والمشاركة الأولمبية، كل خطوة كانت تمهد لهذه اللحظة التاريخية. مثل أول رجل هبط على القمر، العنود تخطو خطوتها الأولى في عالم كان محرماً على جنسها بالكامل. الخبراء يتنبؤون بمضاعفة أعداد الحكمات خلال العامين القادمين.
في بيوت المملكة الليلة، ستحتفل آلاف الأسر بإنجاز ابنة الوطن، بينما تحلم فتيات صغيرات بأن يحملن الصافرة يوماً ما في ملاعب العالم. أبو سعد، 55 عاماً، الذي كان معارضاً للتطور، يقف الآن مصفقاً بحرارة: "ابنتي تستحق نفس الفرص التي يحصل عليها ابني". أم العنود تبكي فرحاً وهي ترى ابنتها تحقق ما كان مستحيلاً، بينما عيون العالم تتجه صوب المملكة لتشهد معجزة التطور السعودي.
اليوم، كسرت العنود الأسمري أكثر من مجرد حاجز اجتماعي - لقد فتحت باباً لن يُغلق أبداً. مع استثمارات ضخمة في برامج تدريب الحكمات الناشئات والدعم الحكومي المتواصل، تستعد السعودية لتصبح مركزاً عالمياً لتطوير التحكيم النسائي. السؤال الآن ليس متى سنرى المزيد من الحكمات السعوديات، بل كم منهن سيصلن إلى كؤوس العالم؟