في تطور صادم هز أركان الكرة السعودية، شهدت الجولة التاسعة من دوري روشن انقلاباً دراماتيكياً حين حوّل 17 دقيقة من الوقت بدل الضائع حلم التعاون في ضمان الوصافة إلى كابوس مؤلم. نقطة واحدة فقط فرقت بين الاحتفال والإحباط، بينما رسم نيوم الصاعد أروع قصص الإرادة في عقر دار العملاق السعودي.
بدأت المأساة حين سجل سعيد بن رحمة هدف التعاون في الدقيقة 90+5 من ركلة جزاء، ظانّاً أنه وضع اللمسة الأخيرة على انتصار ثمين. لكن القدر كان له رأي آخر، فجاءت الصاعقة على يد وليد عبد الوهاب في الدقيقة 90+17 ليسجل هدف التعادل القاتل. "لم أشاهد دراما مثل هذه منذ سنوات" - هكذا علّق فهد الحربي، أحد الشهود على هذه الملحمة التي تذكّر بمعجزة إسطنبول عام 2005.
خلف هذا المشهد الاستثنائي، كانت ضغوط المنافسة الشرسة على المراكز المتقدمة تلقي بظلالها على الأحداث. تقنية الـ VAR لعبت دوراً محورياً في تحليل اللحظات الحاسمة، بينما امتد الوقت الإضافي لفترة تاريخية قياسية. د. سالم الغامدي، المحلل الرياضي، أكد أن "هذا التعادل سيغير خريطة المنافسة تماماً"، مشيراً إلى أن التعاون فقد فرصة ذهبية لتعزيز موقعه في المقدمة.
على الصعيد الشخصي، يواجه أحمد العتيبي، مشجع التعاون الذي سافر 400 كيلومتر لحضور المباراة، مرارة مشاهدة الحلم يتبخر أمام عينيه. في المقابل، ينعم محمد النعيمي، مشجع نيوم المخلص، بطعم الانتصار المعنوي بعد أن لم يفقد الأمل حتى الدقيقة الأخيرة. هذه النقطة الثمينة ستمنح نيوم دفعة معنوية هائلة، بينما يحتاج التعاون لالتقاط أنفاسه واحتواء الصدمة النفسية قبل المواجهات القادمة.
في ظل هذا الانقلاب الذي حوّل 17 دقيقة إلى أطول فيلم دراما رياضية، يبقى السؤال الأكبر معلقاً في أذهان الجميع: هل سيكون هذا التعادل نقطة تحول حقيقية في مصير الفريقين أم مجرد عثرة مؤقتة في رحلة التعاون نحو القمة؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة، لكن شيئاً واحداً مؤكد - نيوم أثبت أن في كرة القدم، لا شيء مستحيل حتى الدقيقة الأخيرة.