في تطور صادم هز الأسواق اليمنية، سجل سعر جرام الذهب عيار 24 رقماً تاريخياً عند 32,256 ريال يمني - مبلغ يعادل راتب موظف حكومي لمدة شهرين كاملين! هذا الارتفاع الجنوني الذي حققه الذهب خلال شهر واحد بنسبة 4.84% جعل العائلات اليمنية في حيرة كبيرة، والمستثمرون يتساءلون: هل هذه بداية انفجار أكبر في الأسعار؟
وسط مشاهد مؤثرة في أسواق الذهب بصنعاء، تروي فاطمة أحمد قصتها المؤلمة: "كنت أدخر لابنتي سنتين كاملتين، والآن لا أستطيع شراء حتى خاتم بسيط." هذه المأساة تتكرر في آلاف البيوت اليمنية، بينما يحتفل محمد الشامي، المستثمر الذكي الذي اشترى 100 جرام العام الماضي: "ربحت الآن ما يعادل ثمن سيارة فاخرة!" الخبير الاقتصادي د. عبدالله الوزير يحذر: "نتوقع ارتفاعاً إضافياً بنسبة 15% خلال الربع القادم."
خلف هذا الارتفاع الصاروخي قصة معقدة من تدهور الريال اليمني وأزمة اقتصادية خانقة جعلت المواطنين يهرعون للذهب كملاذ آمن. أبو سالم، تاجر ذهب منذ 30 عاماً، لم يخف دهشته: "لم أر في حياتي أسعاراً مجنونة كهذه!" والمقارنة صادمة: 20 جراماً من الذهب تكلف اليوم 645,120 ريال - أكثر من ثمن سيارة مستعملة وأكثر من تكلفة 200 كيس أرز!
النتائج كارثية على الحياة اليومية: عائلات تؤجل حفلات زفاف بناتها، وطبقة متوسطة تنهار أمام بريق الذهب الذي أصبح حلماً بعيد المنال. السوق السوداء تزدهر، والتجار يغلقون محلاتهم لنفاد المخزون. المفارقة المؤلمة أن الذهب، رمز الفرح في الأعراس اليمنية، تحول إلى مصدر حزن وقلق. المستثمرون الأذكياء يحققون أرباحاً خيالية، بينما تنتظر الأمهات معجزة لتحضير مهر بناتهن.
مع توقعات خبراء بوصول سعر الجرام إلى 40,000 ريال خلال الأشهر القادمة، يبقى السؤال الحارق: هل ستجد الأسر اليمنية طريقة للتأقلم مع هذا الواقع المرير؟ الوقت ينفد، والقطار يسرع - من يريد الاستثمار أو الشراء عليه أن يقرر بسرعة، فالذهب لا ينتظر أحداً.
