في قرار مفاجئ هز أركان آلاف الطلبة، أعلنت جامعة الملك عبدالعزيز بجدة تأجيل اختبارات دبلومات التعليم عن بعد لمدة 72 ساعة كاملة بسبب الأمطار الغزيرة. قطرات مطر بسيطة غيرت مصير آلاف الخريجين الذين انتظروا هذه اللحظة لأشهر، في مشهد يعكس قوة الطبيعة أمام أحلام البشر.
سارة أحمد، أم لطفلين وطالبة دبلوم، تروي صدمتها: "كنت قد رتبت كل شيء، أجلت مواعيد مهمة، ونظمت حياتي كاملة ليوم الاختبار". وبينما كانت في طريقها للجامعة صباح الثلاثاء، وصلها الإشعار المفاجئ عبر حساب الجامعة الرسمي على موقع X. آلاف الطلبة وجدوا أنفسهم في نفس الموقف، بين صوت المطر على زجاج سياراتهم ورنين هواتفهم بخبر التأجيل.
هذا ليس الحدث الأول من نوعه، فجدة شهدت سابقاً تأجيلات مشابهة بسبب الأحوال الجوية الاستثنائية. د. عبدالله الزهراني، خبير تعليمي، يؤكد أن مثل هذه القرارات تعكس مرونة النظام التعليمي وحرص المؤسسات على سلامة الطلبة. الأمطار الغزيرة التي ضربت المدينة جعلت التنقل محفوفاً بالمخاطر، مما دفع إدارة الجامعة لاتخاذ قرار حاسم يضع السلامة في المقدمة.
التأثير تجاوز مجرد تأجيل الاختبارات ليشمل إعادة ترتيب شاملة للحياة اليومية. محمد العتيبي، طالب متفوق، يرى في الأمر فرصة ذهبية: "الحمد لله، سأستغل هذه الأيام للمراجعة الإضافية". بينما تعيش أسر كاملة حالة من إعادة التنظيم، وتتساءل عن تأثير هذا التأجيل على خططها الصيفية والمهنية. الجامعة حددت يوم الجمعة 21 جمادى الآخرة موعداً جديداً، ولكن السؤال يبقى: ماذا لو استمرت الأمطار؟
قرار حكيم اتخذته جامعة الملك عبدالعزيز وضع سلامة آلاف الطلبة قبل أي اعتبار آخر، محولاً تحدياً جوياً إلى فرصة إضافية للتحضير. النصيحة الذهبية: استغلوا هذه الأيام الثلاث بحكمة ولا تدعوا القلق يسيطر عليكم. فالسؤال الآن: هل ستكون هذه الأيام الإضافية نعمة تحسن من أدائكم، أم عبئاً نفسياً يزيد من توتركم؟
