الرئيسية / من هنا وهناك / عاجل: كارثة إنسانية في اليمن... 262 ألف شخص يفرون من جحيم الحرب خلال 3 أشهر فقط!
عاجل: كارثة إنسانية في اليمن... 262 ألف شخص يفرون من جحيم الحرب خلال 3 أشهر فقط!

عاجل: كارثة إنسانية في اليمن... 262 ألف شخص يفرون من جحيم الحرب خلال 3 أشهر فقط!

نشر: verified icon رغد النجمي 09 ديسمبر 2025 الساعة 02:00 مساءاً

في مشهد يُدمي القلوب ويهز الضمير، تهرب أسرة يمنية كاملة من منزلها كل 3.5 دقائق هرباً من جحيم الحرب، في موجة نزوح تاريخية ضربت اليمن عام 2025. أكثر من 280 ألف شخص - عدد يعادل سكان مدينة كاملة - أصبحوا بلا مأوى خلال أقل من عام واحد، بينما يتسارع معدل النزوح كالانهيار الجليدي: كلما زاد، زادت سرعته المرعبة.

فاطمة الزهراني، أم لخمسة أطفال، تروي بصوت متهدج: "تركت منزلي في تعز بملابسي فقط هرباً من القصف. أطفالي لم يناموا منذ ثلاثة أيام من الخوف." هذه القصة المأساوية تتكرر 40 ألف مرة - عدد الأسر التي نزحت فعلياً حسب تقارير المنظمة الدولية للهجرة والأمم المتحدة. د. أحمد المخلافي، منسق الطوارئ في ماريب الذي يعمل 18 ساعة يومياً، يؤكد: "نستقبل عائلات جديدة كل ساعة، والأرقام مرعبة حقاً."

خلف هذه الكارثة الإنسانية قصة أطول وأكثر إيلاماً. النزاع المستمر منذ أكثر من عقد وصل لذروة جديدة في 2025، مع تجدد المعارك في مناطق كانت آمنة نسبياً. الربع الثالث وحده شهد نزوح 37 ألف أسرة - معدل يفوق أسوأ فترات الحرب السورية في سرعته وكثافته. د. سعيد الجمحي، خبير الشؤون الإنسانية، يحذر: "هذه أسوأ موجة نزوح نشهدها منذ 2015، والوضع ينذر بكارثة أكبر قادمة." المحافظات الخمس - الضالع وماريب وتعز والحديدة وأبين - تحولت إلى ساحات معركة، بينما المدنيون يدفعون الثمن غالياً.

اليوم، مدارس تتحول لمخيمات مؤقتة، ومستشفيات تنهار تحت ضغط استقبال الجرحى والنازحين، بينما أسواق كاملة تفقد زبائنها الذين هربوا طلباً للأمان. محمد العدني، سائق نقل عام، يصف المشهد اليومي: "كل يوم أرى عائلات تحمل أطفالها وأكياساً بسيطة، عيونهم مليئة بالخوف واليأس." الخبراء يتوقعون تفاقم الأزمة الغذائية وانتشار الأمراض، مع فقدان جيل كامل للتعليم إذا استمر الوضع على هذا المنوال. النداءات الدولية للمساعدة تواجه نقصاً حاداً في التمويل، بينما الحاجة تتزايد كل ساعة.

280 ألف إنسان بلا مأوى في أقل من عام - رقم يلخص حجم المأساة، لكن الأرقام لا تحكي قصص الأطفال الذين فقدوا براءتهم، والأمهات اللواتي فقدن أحلامهن. أمام العالم خياران: إما تدخل سريع وحاسم لوقف نزيف النزوح هذا، أو الاستعداد لكارثة إنسانية تاريخية قد تطال مليون شخص آخر. فكم أسرة أخرى يجب أن تفقد بيتها وأمانها قبل أن يستيقظ ضمير العالم؟

شارك الخبر