في تطور صادم هز مجتمعات المقيمين في السعودية، علقت آمال أكثر من 13 مليون مقيم على شائعة كاذبة لساعات قليلة، قبل أن تدمر الحقيقة الرسمية أحلامهم في توفير آلاف الريالات. الإدارة العامة للجوازات السعودية تنفي بقوة إلغاء رسوم المرافقين، وتحذر من فخ الشائعات الذي يقع فيه الملايين. في عصر انتشار المعلومات المضللة أسرع من الحقيقة بـ 6 مرات، هل أنت مستعد لمعرفة الواقع المرير؟
انتشرت كالنار في الهشيم عبر مجموعات واتساب العمال وحسابات التواصل الاجتماعي، شائعة تزعم إلغاء رسوم المرافقين المقدرة بـ 400 ريال للزوجة و200 ريال لكل طفل سنوياً. أحمد المصري، موظف في الرياض لديه زوجة وثلاثة أطفال، يحكي بخيبة أمل: "كنت أحسب أنني سأوفر 1000 ريال سنوياً، حتى بدأت أخطط لاستخدام المبلغ". لكن الضربة جاءت قاسية عندما أكد المتحدث الرسمي للجوازات: "لا يوجد أي قرار ملكي بشأن إلغاء رسوم المرافقين في عام 2025". آلاف المقيمين شاركوا الخبر قبل التحقق، ليكتشفوا لاحقاً أن الأمل كان وهماً.
هذه ليست المرة الأولى التي تضرب فيها شائعات مماثلة مجتمع المقيمين. في 2021 و2022، انتشرت شائعات مشابهة وثبت عدم صحتها جميعاً. الرسوم التي رُفعت في عام 2020 كجزء من الإصلاحات الاقتصادية ورؤية 2030، تمثل عبئاً حقيقياً على العائلات محدودة الدخل. د. سعد القانوني، خبير في قانون الإقامة، يؤكد: "الضغط المالي على المقيمين يجعلهم أكثر تقبلاً لتصديق أي أمل في التخفيف". المحللون يحذرون من أن الشائعات تستغل اليأس المالي للناس.
العائلات الأجنبية في المملكة تواجه واقعاً مالياً قاسياً، حيث تبلغ الرسوم السنوية لعائلة متوسطة أكثر من راتب شهر كامل لعامل بسيط. فاطمة اليمنية، أم لطفلين، تقول وعيناها تلمعان بالحزن: "كنت متحمسة للخبر، لكنني سعيدة بوضوح الحكومة على الأقل". الرسوم الحالية تشمل 9 فئات معفاة منها أبناء المواطنات السعوديات والطلاب المنح، لكن الغالبية العظمى تدفع المبالغ كاملة. الخبراء يتوقعون زيادة الوعي حول ضرورة التحقق من المصادر الرسمية بعد هذا النفي الواضح.
الحقيقة واضحة الآن: الرسوم مستمرة، والشائعة كاذبة، وملايين المقيمين عليهم مواصلة التخطيط المالي طويل المدى. الجوازات السعودية تؤكد أن أي تغييرات مستقبلية ستُعلن رسمياً عبر القنوات المعتمدة فقط. النصيحة الذهبية: لا تشارك الأخبار غير المؤكدة، واعتمد على المصادر الرسمية دائماً. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستنتظر التأكيد الرسمي في المرة القادمة، أم ستقع مجدداً في فخ الشائعات المدمرة؟
