في تطور صادم يهز المملكة من أقصاها إلى أقصاها، يحبس 15 مليون إنسان أنفاسهم هذه اللحظة في مواجهة أقوى عاصفة شتوية في التاريخ السعودي الحديث. للمرة الأولى منذ 7 سنوات، تشهد السعودية طقساً أعنف من عاصفة 2018 الأسطورية التي شلّت المملكة لثلاثة أيام كاملة. الساعات القليلة القادمة ستحدد مصير الحياة اليومية لثلث سكان المملكة في مواجهة هذه الكارثة الطبيعية الاستثنائية.
عاصفة شتوية تاريخية تجتاح 11 منطقة حيوية عبر المملكة بقوة مدمرة، حيث تهب الرياح العاتية بقوة قطار سريع يصطدم بالمباني، بينما تتحرك السحب الرعدية الضخمة فوق مكة المكرمة كأسراب من الوحوش الهائلة. "رأيت السحب تتحرك كالوحوش الضخمة فوق الحرم المكي" يروي خالد السلمي، أحد سائقي مكة وهو يرتجف من هول المشهد. أم محمد، ربة منزل من الرياض، تحبس أنفاسها خوفاً على أطفالها الثلاثة مع عواء الرياح عبر نوافذ منزلها: "لم أشهد في حياتي طقساً بهذا العنف، حتى الأطفال يرتجفون من الخوف."
وراء هذا الغضب الطبيعي الاستثنائي، تكشف التحليلات المتخصصة عن تحرك كتل هوائية باردة ضخمة من الشمال تصطدم بالهواء الدافئ فوق المنطقة، مما يخلق منظومة جوية مدمرة لم تشهدها المملكة منذ عقود. د. عبدالرحمن الغامدي، خبير المناخ الشهير، يحذر بنبرة قاطعة: "هذه العاصفة ستغير خريطة الطقس في المنطقة للعقد القادم، نحن أمام حدث مناخي فاصل." المنطقة المتأثرة الآن تساوي مساحة فرنسا وألمانيا مجتمعتين، والمركز الوطني للأرصاد يؤكد أن شدة العاصفة تفوق كل التوقعات السابقة.
الحياة اليومية لملايين السعوديين تشهد شللاً كاملاً لم تعرفه المملكة من قبل، حيث تحولت شوارع المدن الرئيسية إلى أنهار جارفة، والمطارات تلغي مئات الرحلات، والمدارس تغلق أبوابها في مشهد يذكر بأفلام الكوارث الطبيعية. العائلات تتكدس في منازلها وسط رائحة المطر الممزوجة بالتراب وملمس الهواء البارد الرطب الذي يخترق العظام. تجار المؤن يشهدون إقبالاً محموماً على المواد الاحتياطية، بينما تستنفر فرق الطوارئ لمواجهة سيناريوهات كارثية محتملة. "نحن أمام اختبار حقيقي لجاهزية البنية التحتية السعودية" يعلق المهندس سالم العتيبي، خبير الأرصاد الذي ساعد تحذيره المبكر في إنقاذ آلاف الأرواح.
بينما تتواصل أصوات الرعد المدوية عبر سماء المملكة، تقف السعودية اليوم أمام منعطف تاريخي يختبر قدرتها على مواجهة غضب الطبيعة. التوقعات تشير إلى انحسار تدريجي للعاصفة خلال 48 ساعة، لكن الأضرار قد تستمر لأسابيع. المواطنون مدعوون للبقاء في منازلهم واتباع التعليمات الرسمية بحذافيرها. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستصمد البنية التحتية السعودية أمام هذا الغضب الطبيعي الاستثنائي؟ الساعات القادمة ستحمل الإجابة الحاسمة.