في قرار استثنائي لم يحدث منذ بداية العام الدراسي، أُغلقت 100% من مدارس محافظة مطروح غداً الثلاثاء، في خطوة تؤثر على آلاف الطلاب خلال 24 ساعة فقط. العاصفة الرعدية المدمرة تقترب من الساحل الشمالي مثل موجة عاتية لا يمكن إيقافها، والخبراء يحذرون: هذه مجرد البداية.
اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، اتخذ القرار التاريخي "حرصاً على سلامة الطلاب والعاملين" بعد تحذيرات عاجلة من هيئة الأرصاد الجوية. أم محمد، والدة طالب في الصف الثالث الإعدادي، تروي قلقها: "استيقظت على رسالة المدرسة وأنا أرتجف خوفاً... كيف سأترك ابني وحده في هذا الطقس المرعب؟" بينما يشرف عبدالله أحمد، مدير مدرسة ابتدائية، على تطبيق قرار الطوارئ وسط هدير الرعد المتصاعد في سماء مطروح المظلمة.
هذا القرار يأتي على خلفية موجة اضطراب جوي نادرة تضرب السواحل الشمالية، مشابهة لعواصف الشتاء الشهيرة في منطقة البحر المتوسط التي شهدتها المنطقة سابقاً. د. أحمد الشامي، خبير الأرصاد، يؤكد أن "حالة عدم الاستقرار ستستمر لأيام قادمة، وقوة الرياح والأمطار ستكون مثل طبيعة البحر الهائجة." محافظة مطروح رفعت حالة الطوارئ القصوى، ونشرت فرق الإنقاذ في جميع أنحاء المحافظة التي تمتد لآلاف الكيلومترات.
العائلات في مطروح تواجه الآن إرباكاً شاملاً في جداولهم اليومية، حيث يضطر أولياء الأمور العاملون لإعادة ترتيب خططهم بالكامل. الشوارع باتت مقفرة من ضحكات الأطفال المعتادة، بينما رائحة المطر المنعشة تمتزج مع ملمس الهواء الرطب البارد. السيناريو الأكثر احتمالاً يشير إلى أمطار غزيرة ليوم واحد ثم تحسن تدريجي، لكن الخبراء لا يستبعدون امتداد العاصفة لمحافظات أخرى. المخاطر المحتملة تشمل تجمعات مياه خطيرة وانقطاع في الخدمات الأساسية.
هذا القرار الحكيم يعكس أولوية حماية الأرواح على كل شيء آخر، ويفتح باب تطوير أنظمة إنذار أفضل وخطط طوارئ أكثر فعالية للمستقبل. على المواطنين متابعة التحديثات الجوية فوراً وتجنب الخروج إلا للضرورة القصوى. السؤال المصيري الآن: هل نحن مستعدون بما فيه الكفاية لمواجهة تقلبات الطبيعة المتزايدة في عصر التغيرات المناخية؟