في تطور جوي استثنائي يهز المملكة، تستعد 5 مناطق رئيسية في السعودية لمواجهة عاصفة شتوية شاملة غداً الثلاثاء، بينما تسجل عمليات البحث عن الطقس أرقاماً قياسية تفوق المعدل الطبيعي بعشرات المرات. رؤية منعدمة في أكثر من 80% من طرق المملكة - والسبب عاصفة قد تكون الأقوى منذ سنوات، حسب تحذيرات المركز الوطني للأرصاد الجوية.
من أقدس البقاع إلى أقصى الشرق، تكشف التوقعات الرسمية مشهداً مرعباً: أمطار غزيرة مع سيول في مكة المكرمة، وصواعق رعدية مدوية في المدينة المنورة، ورياح عاتية تحول شوارع الرياض إلى مناطق خطر. "طقس شديد البرودة مع احتمالية سيول" - هكذا يصف المركز الوطني للأرصاد الوضع المتوقع. أبو محمد، سائق أجرة من الرياض، يعبر عن قلقه: "أخشى من تعطل عملي تماماً، والأهم من ذلك سلامة عائلتي في هذا الطقس المرعب."
الخبراء يربطون هذه العاصفة بتكون أنظمة ضغط منخفض قوية تشبه عاصفة الشتاء الكبرى عام 2018، لكن هذه المرة أكثر شمولية وتأثيراً. د. عبدالله المطيري، أستاذ علوم الغلاف الجوي، يؤكد أن "هذه العاصفة من أقوى العواصف الشتوية منذ سنوات"، بينما تعمل د. سارة الجهني وفريق الأرصاد الجوية على مدار الساعة لتوفير تحديثات دقيقة. الرياح تهب بقوة إعصار صغير، والصواعق تضرب كمدفع يطلق قذائفه في السماء، حسب التوصيفات العلمية.
التأثير على الحياة اليومية يبدو حتمياً: من تعطل المدارس والجامعات كإجراء احترازي، إلى صعوبة التنقل للعمل، وقلق العائلات على سلامة أطفالها. نورا الحربي من مكة المكرمة تصف المشهد: "صوت الرعد المدوي والأمطار الغزيرة... لم أر مثل هذا منذ طفولتي." لكن وسط التحديات تبرز فرص ذهبية: تحسن البيئة الطبيعية، وانتعاش المراعي، وزيادة المخزون المائي في السدود، وفرصة للعائلات للتجمع والاستمتاع بجمال الطقس الشتوي النادر.
24 ساعة حاسمة تنتظر المملكة - هذا ما يؤكده خبراء الطقس، مع توقعات بتحسن تدريجي خلال يومين وآثار إيجابية طويلة المدى على البيئة والمياه. المركز الوطني للأرصاد يحذر من تجنب الأودية والطرق المنخفضة، بينما ينصح بالبقاء في المنازل ومتابعة التحديثات الرسمية. السؤال الآن: هل أنت مستعد لمواجهة أقوى طقس شتوي تشهده المملكة هذا العام؟
